ألقى فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو محاضرة مشتركة مع الدكتور عبد الحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودان ورئيس قناة طيبة تحت عنوان: "المرأة القدوة"، وذلك في دار الشباب القديمة مساء اليوم الأربعاء 30 أكتوبر 2013م.
افتتحت المحاضرة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم من سورة الحجرات مع إحدى القارئات.
تناول الكلام في البداية الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف، بعد حمد الله والثناء عليه
هنأ وشكر النساء القائمات على تنظيم هذه المحاضرة ودعا لهم بالتوفيق والسداد، وذكر أنه سُرّ بما رآه من تضافر الجهود والتعاون على البر والتقوى بين الرجال والنساء لخدمة هذا الدين..
وعلق على الآيات التي تليت في افتتاح المحاضرة
مبينا أن "هذا الدين قد جاء محققا لمصالح الدنيا والآخرة ملبيا لمطالب الروح والجسد ويستوعب القضايا كلها ويحل المشاكل كلها.. وهذا يدل على شموله وسعته ومرونته..".
كما استعرض الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف نماذج فريدة من نساء يمثلن النموذج الأعلى في القدوة، حيث تحدث عن حب خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتضحيتها في سبيل نصرة دعوته، ومؤازرتها له في محنه..
واسترسل الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف بذكر نماذج أخرى فريدة من الصحابيات الجليلات أمهات المؤمنين وغيرهن كثر في التاريخ الإسلامي.. ذكر منهن أم سليم والدة أنس ابن مالك رضي الله عنه.. تلك المرأة الطيبة الصالحة حين خطبها طلحة الأنصاري رضي الله عنه وهو لا يزال حينئذ كافرا.. فجعلت مهرها إسلام زوجها.. لا شيء سوى ذلك، وفيها كانت تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "لا أعلم امرأة كانت أكرم مهرا من أم سليم كان مهرها الإسلام".
وفي نهاية كلمته حث الدكتور عبد الحي يوسف النساء على استعادة مجد المجاهدات في صدر الإسلام، وأن يتعاونّ مع الرجال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثم تناول الكلام الشيخ العلامة محمد الحسن الددو رئيس مركز تكوين العلماء الذي أكد بدوره أن هذا الموضوع ذو أهمية كبيرة، لأن الإنسان في الدنيا محاط بكثير من الفتن والشواغل وعمره قصير وجهده محدود، وهو ممتحن ومبتلى بالحياة..
وذكر الشيخ الددو أن الإنسان قد خُلق لحكمتين بالغتين ومهمتين أساسيتين لا بد للإنسان أن يترك بهما أثرا باقيا خالدا في الدنيا، وهاتان المهمتان هما: مهمة الاستخلاف في الأرض، ومهمة عبادة الله وحده.. ونبه الشيخ الددو أن الإنسان محاط بخمس جبهات كلها تحاول إغواءه فعليه أن يحترس منها.. وهذه الجبهات هي:
1- جبهة الشيطان. 2- جبهة النفس الأمارة بالسوء. 3- جبهة إخوان السوء. 4-مفاتن الحياة الدنيا. 5- نِعم الله المغدقة، وهذه الجبهات الخمس تكفي الإنسان شغلا، ولذلك احتاج الإنسان إلى القدوة الحسنة لتعينه في التغلب على هذه الجبهات.
وقد حضر المحاضرة جمهور غفير من النساء والرجال اكتظت بهم مدرجات دار الشباب القديمة، واستمرت المحاضرات التي بدأت بعد صلاة العصر بساعة إلى وقت دخول صلاة العشاء، مما اضطر الجمهور والمحاضرين إلى التوقف لصلاة المغرب واستئناف المحاضرة بعد ذلك.
نذكر في السياق ذاته أن جمعية المرأة للثقافة والتعليم هي المنظِّمة والداعية لهذه المحاضرات، ضمن مجموعة أنشطة تهدف إلى توعية النساء وتثقيفهن حول شؤون الدين والدنيا.. وتعد هذه المحاضرة هي الأولى للشيخ بعد فترة تناهز ثمانية أشهر كان قد أجرى خلالها عملية جراحية ناجحة لله الحمد، واستدعت منه أخذ فترة نقاهة استمرت ستة أشهر.
|