فضيلة الشيخ الددو يشارك في مؤتمر " دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية". |
شارك فضيلة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو -رئيس مركز تكوين العلماء ورئيس جامعة عبد الله بن ياسين في مؤتمر حول " دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي" الذي تنظمه جامعة طيبة في فندق الميريديان بالمدينة المنورة، والمنعقد في الفترة ما بين ( 1 – 4) ربيع الثاني 1432 هـ الموافق لــ ( 6- 9) / 03 / 2011م. وقد شارك في هذا المؤتمر لفيف كبير من علماء العالم الإسلامي وتمثلت مشاركة الشيخ محمد الحسن الددو رئيس مركز تكوين العلماء بمحاضرة في الندوة الكبرى بعنوان: " وسطية الإسلام وأثرها في الفكر والسلوك". ومن ضمن المحاضرات والأنشطة التي يقيمها الشيخ داخل أروقة الجامعة؛ دورة خاصة في شرح كتاب "الأخلاق والسير " لابن حزم، وهي الدورة الثانية في مدارسة وشرح هذا الكتاب. كما ألقى فضيلته ضمن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر الذي تنظمه الجامعة هذه الأيام محاضرة بعنوان: " نماذج من الوسطية في حياة السلف"، أكد فيها الشيخ - حفظه الله - أن الوسطية هي المنهج المستقيم والصراط العدل الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله وهو خالٍ من الإفراط والتفريط ، وقال إن هذا المنهج الوسط السوي هو صراط الذين أنعم الله عليهم وسلكه السلف الصالح وتفاوتوا في سلوكه كتفاوتهم على الصراط الأخروي يوم القيامة ولكن جمهورهم وعمومهم سلكوا الوسطية في أعمالهم . واستشهد الشيخ الددو في هذا الموضوع بعدد من نماذج السلف الصالح ممن كانت الوسطية منهج حياتهم وتعاملهم وأولهم - كما ذكر - رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان ينهج المنهج الوسطي في كافة أموره ، فكان فيما يتعلق بعلاقته مع الله عز وجل لا ينشغل بأمر الآخرة عن أمر الدنيا ولا ينشغل بالعبادة عن حقوق الآدميين إضافة إلى تعاملاته عليه الصلاة والسلام مع زوجاته والصحابة رضي الله عنهم وكذلك أخذه للنافع من حضارات الأمم الأخرى وعلومها كفكرة الخندق من حضارة فارس والخاتم من الروم والمنبر من الحبشة ، و ذكر الشيخ الددو أن أبا بكر الصديق كان نموذجاً آخراً لوسطية السلف الصالح وقال أنه بالرغم من رقة قلبه التي عُرفت عنه إلاّ أنه كان قوياً في الحق وهو الذي وقف في وجه الردة وكان صاحب سياسة يختار منها ما بتناسب مع الوقت ومقتضيات العصر ومن وسطيته أيضاً ما يتعلق بترتيب كتابة القرآن الكريم بعد موت 500 قارئ بواقعة اليمامة وسنته بالخلافة ، إضافة إلى وسطية عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكر أنه كان وسطياً حتى أنه إذا تقدم بنهي للناس عن أمر بدأ بأهل بيته. ونشير هنا أن هذا المؤتمر خرج بتوصيات ونتائج من أهمها ما يلي: 1- دعوة الجامعات العربية والإسلامية إلى العناية في خططها وبرامجها بوسطية الإسلام من خلال تضمين مناهج الثقافة الإسلامية والعلوم الاجتماعية والتاريخية والتربوية والحضارية صوراً جليلة وناصعة لسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقادة الأمة وأئمة العلم في عصورها الزاهية . 2- إبراز وسطية الإسلام في علاقة شباب الأمة وناشئتها بولاة أمرهم وطاعتهم في المعروف , وسماحته في علاقة المسلمين مع غيرهم . 3- اعتماد الحوار أسلوباً رئيساً للتعليم ، وإشاعة أدبياته في التفكير والممارسة . 4- توجيه الشباب إلى ضرورة تواصلهم مع علماء الأمة الربانيين وتقديرهم ، وأخذ العلم عنهم . 5- تفعيل التواصل بين المؤسسات الجامعية العربية، وتبادل الخبرات في مجال الفكر والمعرفة والدعوة إلى الوسطية ، والحث على الاستمرار في إبرام مذكرات التفاهم والشراكات بينها. 6- عناية الحكومات العربية بالوضع الاقتصادي للشباب والإسهام في حل مشكلة الفقر والبطالة , وتوفير فرص العمل الكريم لهم. 7- إعادة النظر في مكونات المناهج الجامعية ( الأهداف ، والمحتوى ، والأنشطة)، لتكون أكثر تفاعلاً مع القضايا المعاصرة ، وأقدر على دعم نهج الوسطية في الفكر والسلوك ، والحدُّ من ظاهرة التطرف والانحلال. 8- توعية الشباب بكيفية التعامل مع وسائل الإعلام والاتصال المختلفة, ومواقع التواصل الاجتماعي ؛ للاستفادة من إيجابياتها والحد من سلبياتها . 9- حث الإعلام على الإسهام في نشر ثقافة الوسطية وإبرازُ مظاهرها فيما يعرضه من برامج مختلفة , والحدُّ من ظاهرة التطرف والانحلال . 10- دعوة الجامعات إلى إنشاء مراكزِ أبحاث وطنية تُعنى بدراسة مظاهر الغلو والتطرف والانحراف لدى الشباب, وتسعى لكشف الحاجات الأساسية لهم, إسهاماً في بناء الشخصية المعتدلة . 11- تأسيس مراكزِ إرشاد تربوي نفسي داخل الجامعات ؛ تتولى إرشاد الطلاب نفسياً وتربوياً واجتماعياً وتهيئتَهم للتكيف مع المجتمع ومؤسساته. هذه أبرز توصيات البيان الختامي للمؤتمر، وسينشر الموقع بإذن الله مشاركات الشيخ الددو في هذا المؤتمر قريبا. |
السبت, 12 مارس 2011 14:56 |
آخر تحديث للموقع: الاثنين, 25 نوفمبر 2024 20:04