فتوى بشأن حادثة إحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد |
الحمد لله ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، الذي "..يُمۡسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦٓۚ"، و"يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ"، "يَسَۡٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ"، (عز جاره وجل ثناؤه وتقدست أسماؤه ولا حول ولا قوة إلا به). أنزل هذا القرءان العظيم تبيانا لكل شيء، وتولى حفظه بنفسه، وختم به خطابه إلى أهل الأرض، وجعله مصدقا لما بين يديه من الحق ومهيمنا عليه، هو كلام الله، فِيهِ نَبَؤ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: "إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ"، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. أما بعد فقد رأيتم وسمعتم معاشر المسلمين ما أقدم عليه خبيث من الدانمارك بإذن رسمي وحماية تامة وتشجيع من حكومة السويد وفي عاصمتها وأمام سفارة تركيا فيها وتبجح وسائل الإعلام الغربية بذلك يظنون أنهم بهذه الجريمة يعاقبون تركيا على عدم قبولها لانضمام السويد ودول أخرى مثلها راعية للإرهاب إلى حلف النيتو، وما لحق ذلك من فعلة المجرم الخبيث في هولندا بحماية شرطتها أيضا. فوجب بيان الحكم الشرعي المترتب على هذه الجريمة التي تدخل في نطاق سلسلة من الجرائم تستهدف الإسلام ومقدساته، كالإساءة إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وشيطنة المسلمين وغير ذلك. فأقول إنه يترتب على هذه الجريمة: • وجوب قطع كل الدول الإسلامية علاقاتها مع حكومة السويد حتى تعتذر عن هذه الجريمة اعتذارا رسميا، ولا تكفي دعواهم للتعاطف مع المسلمين لأن الواقع يكذبه. • وجوب مقاطعة الشعوب المسلمة لكل المنتجات السويدية حتى تعلن الاعتذار. • يجب على جميع المسلمين التحرك بحسب ما تسمح به قوانين بلادهم للاحتجاج على هذه الجريمة ونظائرها. • يجب على الإعلاميين التشهير بهذه الجريمة والتوعية بخطرها وضررها. • يجب على خطباء المساجد وعلى الدعاة بذل الجهد في ذلك. كل ذلك انطلاقا من وجوب تعظيم حرمات الله وشعائره، والنصح لكتابه ورسوله، وقياما بشعيرة إنكار المنكر وتغييره، وغضبا لله تعالى وغيرة على حرماته وغضبا للقرآن. فقد أخرج الطبراني في المعجم الأوسط عن أبي الدَّرداءِ قال: سأَلْتُ عائشةَ عن خُلُقِ رسولِ اللهِ فقالت: (كان خُلُقُه القُرآنَ يغضَبُ لغضَبِه ويَرضى لرضاه). وفق الله المسلمين أجمعين لتحكيم شرعه الحنيف، وكتب الذلة والصغار على المعرضين المدبرين، وأنزل بالمسيئين المجرمين قوارع بأسه وعاجل عقوبته.
كتبه محمد الحسن بن الددو الشنقيطي |
آخر تحديث للموقع: السبت, 07 ديسمبر 2024 10:05