من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة

سؤال عن قوله صلى الله عليه وسلم«من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» فهل هذا مختص بالخيلاء أم لا؟ إن الأصوليين اختلفوا في ما جاء مطلقا من الشارع ثم جاء مقيدا هل يحمل المطلق على المقيد أو يبقى المطلق على إطلاقه و المقيد على قيده فمن أمثلة ذلك قول الله تعالى في كفارة الظهار﴿فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا﴾ فلم يشرط فيها الإسلام فجعلها مطلقة وفي كفارة القتل قال﴿فتحرير رقبة مؤمنة﴾ فشرط فيها الإسلام فهل يحمل المطلق على المقيد فكل رقبة لا بد فيها من الإسلام أو يبقى المطلق على إطلاقه فكفارة الظهار يمكن أن تكون غير مسلمة و كفارة القتل لا بد فيها من الإسلام هذا محل خلاف بين الأصوليين

وقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يتعلق بالإسبال إطلاق و تقييد أما الإطلاق فقوله صلى الله عليه وسلم«ما أسفل من الكعبين في النار» و أما التقييد فقوله «من جر ثوبه خيلاء» فقد قيد ذلك بالخيلاء فحمل ذلك بعض أهل العلم على التقييد فرأوا أن الإسبال من غير خيلاء لا يتوعد صاحبه بهذا الوعيد و استدلوا بقول أبي بكر رضي الله عنه إن إزاري يسترخي فقال«لست منهم» فأبو بكر يسترخي إزاره لكنه مع ذلك لم يفعل ذلك خيلاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم«لست منهم» ويفهم من هذا أن من فعل ذلك من غير خيلاء لا يكون متوعدا بهذا الوعيد لكن الإحتياط أن لا يسبل الإنسان مطلقا فقد رأي النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي في الحرم مسبلا فأمره أن يعيد الصلاة والطهارة فجعل ذلك ناقضا للوضوء ومبطلا للصلاة فلذلك لا بد أن يحرص الإنسان على عدم الإسبال و الإنسان الذي يعرف أن أكفانه ضيقة و أنها تكفيه و هي نصيبه من هذه الحياة الدنيا عليه أن يعلم أن الإسبال في الثياب والزيادة فيها تجاوز الرصغ مثلا في (الدراعة) أو تجاوز الإبهام ومثل ذلك تجاوز الكعب فيها لا خير فيه بوجه من الوجوه فهذا أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه و وقد طعن عند موته مر بين يديه شاب من الأنصار قد أسبل ثوبه فدعاه فقال ردوه علي فقال إرفع ثوبك فإنه أتقى و أنقى و أبقى فهو أتقى لله و أنقى للثوب وأطهر له وأبقى له أيضا حتى لا يتعرض للتلف وقد صح في حديث بن عمر رضي الله عنهما أنه مر أمام حجرة حفصة فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال«إرفع إزارك قال فرفعته ثم قال زد فزدت ثم قال زد فزدت» فلما سكت جرح بن عمر ساقه من ذلك المكان حتى يعرف المكان الذي أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بلوغ الإزار إليه.

-----------------------------------------------------------------

معيار تمييز الحق من الباطل

لقد كثرت الفرق التي تدعي أنها على الحق وأن غيرها على الباطل فما العمل بالنسبة لها؟

أن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [الأنفال 29] والفرقان الواضح أن المعيار الذي لدينا هو ما جاء به محمد (ص)، فما كان موافقا لما جاء به محمد (ص) فهو الحق الذي لا مرية فيه، وما كان مخالفا له فهو مردود على صاحبه «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».

الاثنين, 20 ديسمبر 2010 11:07
 

آخر تحديث للموقع:  الجمعة, 12 أبريل 2024 20:59 

النتائج النهائية لمسابقات دخول المركز

اشترك في القناة

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

جديد الموقع

إحصائيات

المتصفحون الآن: 21 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow