الجمع بين الحديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، والقول إن القرآن يمحى من المصاحف والصدور في ليلة من الليالي كيف يمكن الجمع بين الحديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، والقول إن القرآن يمحى من المصاحف والصدور في ليلة من الليالي؟

هذا إنما يكون في آخر الزمان عندما يرفع العلم ويكثر الجهل ويبقى القرآن للتبرك فقط ولا يبقى للعلم، فإن القرآن من رفعه أن يبقى للتبرك فقط فيبقى رقى تعلق على المجانين والمصابين أو زخارف تزين بها البيوت ويهجر العمل به والحكم به في النهار ويهجر القيام به في الليل، فهذا من رفعه وقد شاهدتم بعض ذلك.

----------------------------------------------------------------------------------------------------

الختمة للميت

هل تجوز الختمة للميت أم لا و هي التي تسمى بالسلكة؟ إن وصول ثواب القرءان للميت بعد موته محل خلاف بين أهل العلم فمذهب مالك والشافعي أنه لا يصل وذلك أن الأصل قول الله تعالى ﴿أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى أن لا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى﴾ فعلى هذا الأصل لا يصل هذا العمل بعد الموت أما أبو حنيفة وأحمد فذهبا إلى وصوله قياسا لقراءة القرءان على الصدقة و الحج و العمرة وغير ذلك من أنواع القرب وقد اتفق على أن الصدقة و الدعاء يصلان قطعا وما عداهما كله داخل في الخلاف لأن الصدقة والدعاء ثبت فيهما الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم وكذلك الحج و العمرة ثبت فيهما الأحاديث الصحيحة أما ما سوى ذلك كله فلم يرد فيه نص عن النبي صلى الله عليه وسلم ويبقي الخلاف هل هذا من المقدرات التي لا يدخلها القياس أو ليس من المقدرات فيمكن القياس فيه هذا محل خلاف أصولي لا يمكن حسمه و على هذا فالذين يفعلون الختمة عن دبر الميت ويريدون إيصالها إليه فالأحوط بهم والأفضل لهم أن يتصدقوا عنه و أن يدعوا له فهذا الذي يصل بلا خلاف.

----------------------------------------------------------------------------------------------------

الخسف الذي سيقع في الشرق والغرب وجزيرة العرب

ما هو الخسف الذي سيقع في الشرق والغرب وجزيرة العرب؟

الخسف هو الزلزال الذي يقتضي أن يدخل وجه الأرض تحت بعض طبقاتها وهذا من أشد أنواع الزلازل، ووقع كثير من الخسوف في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن لا يمكن الجزم بأن خسفا من هذه الخسوف هو المقصود في الحديث، وإن كانت ثلاثة خسوف قد جاءت متقاربة أحدها بالمشرق والآخر بالمغرب والآخر بجزيرة العرب، فالذي حصل في المشرق هو الخسف الذي سمعتم به في إيران والخسف الذي حصل بالمغرب هو خسف مدينة الأصنام بالجزائر، والخسف الذي بجزيرة العرب هو خسف مدينة الذمار باليمن، ولكن لا يمكن الجزم بأنها هي المقصودة في الحديث بل هذه آيات كلها ومواعظ، والله تعالى يقول: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)} [الإسراء] وهي تذكير للعباد بالإيمان بالله سبحانه وتعالى وحده، ولكن لا يجزم بأنها هي المقصودة بالحديث لأنه لم يرد ما يدل على خصوص ذلك.

----------------------------------------------------------------------------------------------------

الذكر عند شيخ مخصوص

اشتراط أخذ الذكر عن شيخ واحد مخصوص؟ أن الذكر مثل غيره من أمور الدين يؤخذ عن كل من رواه و كل من نقله والآن يؤخذ من الكتب أيضا فإذا رجع الإنسان إلى صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو الموطأ أو إلى كتب الأذكار فأخذ منها هذه الأذكار فذلك كاف فليس هو ذا خصوصية زائدة على ما في الأحكام كلها.