قوله: "لا تفكر فى من يؤذيك"
قول الإمام بن حزم رحمه الله :
( لا تفكر فيمن يؤذيك فإنك إن كنت مقبلاً فهو هالك وسعدك يكفيك وإن كنت مدبراً فكل أحد يؤذيك.. طوبى لمن علم من عيوب نفسه أكثر مما يعلم الناس منها، الصبر على الجفاء ينقسم ثلاثة أقسام: فصبر عمن يقدر عليك ولا تقدر عليه وصبر عمن تقدر عليه ولا يقدر عليك وصبر عمن لا تقدر عليه ولا يقدر عليك. فالأول ذل ومهانة وليس من الفضائل. والرأي لمن خشي ما هو أشد مما يصبر عليه: المتاركة
والمباعدة. والثاني فضل وبر: وهو الحلم على الحقيقة وهو الذي يوصف به الفضلاء. والثالث ينقسم قسمين: إما أن يكون الجفاء ممن لم يقع منه إلا على سبيل الغلط ويعلم قبح ما أتى به ويندم عليه فالصبر عليه فضل وفرض وهو حلم على الحقيقة.
وأما من كان لا يدري مقدار نفسه ويظن أن لها حقاً يستطيل به فلا يندم على ما سلف منه فالصبر عليه ذل للصابر وإفساد للمصبور عليه لأنه يزيد استشراء والمقارضة له سخف والصواب إعلامه بأنه كان ممكناً أن ينتصر منه وإنه إنما ترك ذلك استرذالاً له فقط وصيانة عن مراجعته ولا يزاد على ذلك.
وأما جفاء السفلة فليس جزاؤه إلا النكال وحده.
من جالس الناس لم يعدم هماً يؤلم نفسه وإنما يندم عليه في معاده وغيظاً ينضج كبده وذلاً ينكس همته فما الظن بعد بمن خالطهم وداخلهم والعز والراحة والسرور والسلامة في الانفراد عنهم ولكن اجعلهم كالنار تدفأ بها ولا تخالطها.
- القسم: دورة جامعة طيبة
- تحميــل
- المشاهدات:6514
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54