الضوابط الشرعية لفهم الكتاب والسنة
تناولت هذه المادة محاضرة عن الضوابط الشرعية لفهم الكتاب والسنة، وقد لخصنا أغلب ما جاء فيها في النقاط التالية:
• لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى بهذ الدين مظروفا في هذين الوحيين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهما بلسان عربي مبين وقد نوع الله دلالاتهما فكانت دلالات القرآن متباينة .فمنه ما هو واضح الدلالة ومنه ما هو خفي الدلالة.
• واضح الدلالة منه ما هو محكم ومنه ما هو مفسرو منه ما هو مبين ومنه ما هو ظاهر ومنه ما هو نص.
• وخفي الدلالة منه ما هو مجمل ومنه ما هو مشكل ومنه ما هو خفي ومنه ما هو متشابه
• وكذلك في صيغ الأمر والنهي جاءت دلالات القرآن مختلفة وكذالك في الدلالات الخبرية جاء القرآن والسنة في القصص بدلالات مختلفة يكمل بعضها بعضا ويفسره ويبينه
• ولا تناقض ولا اختلاف بين شيء من هذه الدلالات ولا بين شيء من هذه الألفاظ بل القرآن كله محكم بمعنى أنه متقن ومعجز في صنعته وتركيبه وترتيبه
• وهو كله متشابه بمعنى أن بعضه يفسر بعضا قال تعالى " الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ".
• وقال تعالي " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"
• وقد جعل الله الناس في حيال فهم القرآن والسنة بين طرفين:
• طرف أدنى وهم الذين لا يفقهون هذه الدلالات ولا يستوعبونها فهؤلاء عليهم سؤال أهل العلم لقول الله تعالى" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"
• وطرف أعلى وهم الذين يستطيعون الاستنباط من هذه الدلالات ويعرفون ما وراء الألفاظ لقوة فهمهم الذي أعطاهم الله، ولما درسوه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولما درسوه من العلو م الخادمة لهما وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم"وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ " وبين هذين الطرفين وسائط كثيرة وهذه الوسائط هي محل الإشكال.
• ومن أبرز الشروط التي لا بد منها في التعامل مع الكتاب والسنة:
1- الإيمان بهما والأدب في التعامل معهما والاعتقاد الجازم بعصمتهما وسلامتهما من التناقض وصلاحيتهما لكل زمان ومكان.
2- المعرفة بمبادئ اللغة العربية وأقله أن يفهم الخطاب ويتقن الجواب
2- القدرة على التمييز بين الأحاديث من حيث الصحة والقبول والفساد والرد
3- المعرفة بالناسخ والمنسوخ وكيفية التعامل مع الأد لة من جمع وترجيح.....
مراتب تفسير القرآن:
1- ما يعرفه كل ناطق بالعربية مثل قوله تعالى " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"وقوله"18) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ" فهذا لنوع لا يحل التقليد فيه لأي ناطق با اللغة العربية لأنه يفهمه ونظير هذا في السنة كثير
2- ما يختص به من كان عارفا بغريب اللغة العربية مثل قوله تعالى " كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ" وقوله " وَفَاكِهَةً وَأَبّاً" فليس كل ناطق بالعربية يعرف معنى الأب والقسورة وهذا النوع المرجع فيه ليس كتب الشريعة بل كتب اللغة كالقاموس.
3 - وهو ما يختص به أهل التدبر والتفهم وهم العارفون بأقل المستويات في اللغة والأصول
4 - ما يختص به أهل الرسوخ في العلم الذين جمعوا علوما شتى وهؤلاء أقلية اليوم لأنه لايصل إلى هذه المرتبة إلامن استكمل ثمانية وعشرين علما
5- وهذا منه ما أستأثر الله بعلمه كفواتح السور" الم" " كهيعص"
• ومنه ما يدخر لبعض الناس دون بعض أو لوقت دون وقت مثل قوله تعالى " وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً"، فقد قال الإمام الشافعي في هذه الآية الآن انجلت وفسر سبيل المؤمنين بالإجماع والإجماع من شروطه أن يكون بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهي كانت متشابهة علي عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
• وقوله تعالى " وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ" فقد ظهر في هذا الزمان كثير من المراكب التي لم تكن معروفة.
- القسم: الأدلة وعوارضها
- تحميــل
- المشاهدات:20843
بحث في المواد المقروءة
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54