شرح الجزرية8 (باب أحكام الميم والنون والتنوين وباب المد والقصر)


يبدأ الشيخ حفظه الله في هذا الجزء بالحديث عن أحكام الميم والنون المشددة، متوقفا مع ضرورة إظهار الغنة في حرفي الميم والنون عند تشديدهما، وتزاد حتى تكون بمقدار حركتين، وقد ذكر المؤلف أحكام الميم الثلاثة: الإخفاء، والادغام، والإظهار، وهي أحكام تنسب كلها إلى الشفة لبيان اتصالها بالميم التي تخرج من الشفة، تمييزا لها عن أحكام النون الساكنة والتنوين التي ستأتي لاحقا، فالإدغام الشفوي يقع مع الميم، سواء كانت الميمان في كلمتين منفصلتين أو كانت في كلمة واحدة، والإخفاء الشفوي يقع في الباء بفعل تقاربها في المخرج مع الميم، أما الميم مع باقي الحروف فحكمها الإظهار، ونبه المؤلف إلى الحذر من إخفاء الميم مع حرفي الواو والفاء الشفويين بفعل قرب المخرج، يقول المؤلف رحمه الله: باب الميم والنون المشددتين وأحكام الميم الساكنة: وأَظْهِرِ الْغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ * مِيمٍ إِذَا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ * اَلْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى * بَاءٍ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ اْلأَدَا * وَأَظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي الْأَحْرُفِ * وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي. بعدها دخل الشيخ في شرح أحكام النون الساكنة والتنوين، فالنون إذا سكنت سهل اندماجها مع ما بعدها، لذلاقتها والغنة المصاحبة لها، فلذلك احتيج إلى بيان أحكامها، والتنوين في اصطلاح أهل الأداء نون ساكنة تلحق الأواخر لفظا لا خطا لغير توكيد، وأحكام النون الساكنة والتنوين أربعة: الإظهار، والادغام، والقلب، والإخفاء، فالإظهار يكون قبل أحرف الحلق الستة (الهمزة، والهاء، والغين، والخاء، والعين، والحاء) والإدغام قسمان: إدغام خالص: قبل حرفي اللام والراء، وإدغام ناقص قبل أربعة حروف يجمعها لفظ "يومن" والقلب يقع قبل الباء وحدها، بينما يكون الإخفاء قبل الأحرف الخمسة عشر المتبقية، وقد اجتمعت جميع أحكام الميم والنون الساكنة والتنوين في الآية السادسة من سورة الأنعام: ﴿ألم يروا كم أهلكنا من قلبهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين﴾ باب: حكم التنوين والنون الساكنة: وَحُكْمُ تَنْوِينٍ وَنُونٍ يُلْفى * إِظْهَارٌ اِدْغَامٌ وَقَلبٌ اِخْفــَا * فَعِنْدَ حَرْفِ الْحَلْقِ أَظْهِرْ وَادَّغِمْ * فِي اللاَّمِ وَالرَّا لاَ بِغُنَّةٍ لَزِمْ * وَأَدْغِمَنْ بِغُنَّةٍ في يُومــِنُ * إِلاَّ بِكِلْمَــةٍ كَـدُنْيَا عَنْوَنُوا * وَالْقَلْبُ عِنْدَ الْبَا بِغُنَّةٍ كَذَا * الاِخْفَا لَدَى بَاقِي الْحُرُوفِ أُخِذَا. ثم عقد المؤلف باب المد والقصر، وحروف المد ثلاثة هي الألف والواو والياء، والمد باعتبار انتهائه للهواء يتفاوت فيكون قصيرا أو متوسطا أو طويلا، وطبيعة حروف المد أن فيها مدا وهو المسمى بالمد الطبيعي، وهو المد الأصلي، ويكون بمقدار حركة واحدة، وما سواه من المدود مد فرعي، وله سببان: الهمزة، والسكون، والمد بحسم حكمه لدى أهل الأداء ثلاثة أقسام: لازم سببه السكون، وواجب سببه الهمزة، وجائز يجمع السببين، فاللازم يمد مدا طويلا بمقدار ست حركات، وله حالان كلمي: يكون في الكلمات، وحرفي: يكون في فواتح السور، وكلاهما إما أن يكون مثقلا: في حال التشديد، أو مخففا: في حالة عدم التشديد، والواجب هو المد المتصل: حينما يكون حرف المد والهمزة في كلمة واحدة، والمنفصل الذي يكون فيه كل من حرف المد والهمزة في كلمة أحد نوعي المد الجائز، ونوعه الثاني يكون بسبب السكون الواقع في الوقف العارض، وحين يتوالى سببان للمد يؤخذ بأقواهما، وإذا تجاور مدان في كلمة واحدة سوي بينهما للتحسين، ويختلف مقدار المد الواجب حسب القراءات بين أربع وست حركات، كما يمكن أداء الجائز بحركتين أو أربع أو ست حركات، وأما مد البدل الذي يسبق فيه الهمز حرف المد فيعتمده ورش فقط، وفيما يلي نص الأبيات المتعلقة بما سبق: باب المد والقصر: وَالْمَدُّ لاَزِمٌ وَوَاجِبٌ أَتَى * وَجَائِزٌ وَهـْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتَا * فَلاَزِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدْ * سَاكِنَ حَالَيْنِ وَبِالطُّولِ يُمَدْ * وَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ * مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَا بِكِلْمَـةِ * وَجَائِزٌ إِذَا أَتَى مُنْفَصِلاَ * أَوْ عَرَضَ السُّكُونُ وَقْفاً مُسْجَلاَ. وفي الجزء الموالي يواصل الشيخ مع شرح أبواب نظم الجزرية بالتعرض لباب الوقف، وندعوكم لمتابعة شرح الشيخ في المادة الصوتية أعلاه.



بحث في المواد المقروءة

آخر تحديث للموقع:  الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54 

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 261 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow