وجوب تحديد الأوليات في حياة الإنسان
"وجوب تحديد الأولويات في حياة الإنسان".
عمر الإنسان ليس في يده وهو لا يدري ما الله صانع فيه، "وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم" فلذلك على الإنسان أن يبادر إلى الخير، وأن لا يسوف وأن لا يطيل الأمل وأن لا يقول حتى يهديني الله، فإنه من علامات الشقاء، والخذلان وطمس البصيرة، كما قال الأخضري رحمه الله، لذلك لا بد أن تكون الأولوية لدى الإنسان متحددة، وهي رضوان الله، فإذا رضي الله عنك والله لا يضرك ما فاتك مما سوى ذلك، وإذا لم يرضى عنك والله لا ينفعك ما حصلت عليه من الشهادات وما وصلت إليه من الغايات، لذلك لا بد أن نجعل رضى الله نصب أعيننا، ومن هنا يكون الإنسان داعية وهو طالب وهو باحث عن الذهب، وفي أي شغل من الأشغال وعمل من الأعمال يكون بنية الدعوة، فالمؤمن في كل كسب دنيوي دائما هو مع الله سبحانه وتعالى، ويحاول الاقتراب إليه، وإذا أخذ ما أحل الله له، فإنه ينوي بذلك التقرب إليه، والاستعفاف بما أحل له عما حرم عليه، وهذه نيته في كل أمر يأتيه من أمور الدنيا، وقديما كان الناس يتعجبون فيقولون كيف يكون المؤمن حريصا على متع الدنيا وهي زائلة ومتعته أخروية، فكان الصالحون يجيبون بأن ذلك إنما هو عدة لهذه الحرب بين الإنسان وبين النفس وبين الشيطان، وقد قال الشيخ محنض باب ولد أمين حفظه الله: همه قهر شيطان وقهر هوى / هما عدوا ذوي التقوى ذوا اللدد. فمدة العمر يقضيها بمعركة / له من الله فيها دائم المدد. ولو سيعدم مكروها وعدته / صبر يعد لديه أقوم العُدد.
- القسم: الفتاوي
- تحميــل
- المشاهدات:26950
بحث في المواد المقروءة
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54