نصيحة لعامة المسلمين
"نصيحة لعامة المسلمين":
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، رواد هذه الصفحة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهل علينا وعليكم رمضان برضوانه والعتق من نيرانه وأن يستعملنا وإياكم في طاعته ويعيننا وإياكم على صيامه وقيامه وأن يكتبنا وإياكم فيه من الفائزين بالعتق من النار وأن يعيده علينا وعليكم أعواما عديدة وسنوات مديدة، أذكركم باستغلال الوقت في نهاره وليله بقراءة القرآن والذكر والعبادة والطاعة فهو موسم للطاعات ويارب صائمه لن يصومه ويارب قائمه لن يقومه فاجتهدوا فيه بطاعة الله وما يقرب إليه زلفى وبالأخص في العشر الأواخر منه والتي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها فقد صح عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشد المئزر، وكذلك في التماس ليلة القدر فإن من حرمها فقد حرم خيرا كثيرا وقيامها مكفر للسيئات كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقد جعلها الله خيرا من ألف شهر، فيزداد بها العمر وهي ربح طائل لمن وفقه الله لها وتقبلها منه، ثم بعد ذلك لا تنسوا يا إخواني وأخواتي شأن أمتكم فهذه الأمة الآن في مشكلات عظيمة وجروح غائرة وما من بلد من بلاد أهل السنة إلا وأهله يشكون الضراء والهم والغم ويتعرضون لأنواع الظلم وما الله به عليم من التقتيل والتشريد والإبادة الجماعية فاجتهدوا في الدعاء أن يرفع الله هذه الأمة وأن يفرج هذا الهم وأن ينفس هذا الكرب فهو القادر على ذلك وأمره بين الكاف والنون كما قال سبحانه وتعالى: "إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون"، وقال تعالى: "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"، فلا يعجزه شيء من خلقه وهو قادر على الانتقام من أعدائه أجمعين في طرفة عين كما بين ذلك في إهلاكه للأمم السابقة وقد قال تعالى: "ذلك ولو يشاء الله لنتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض"، ثم بعد ذلك يا إخواني وأخواتي اجتهدوا في أن تحصلوا على الحكمة التي من أجلها شرع صيام رمضان وهي التقوى فقد قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، وهذه الحكمة العظيمة لا بد أن ندرب أنفسنا في رمضان على التقوى حتى يكتبنا الله من المتقين، والمتقون هم الذين يتقبل الله منهم فقد قال الله تعالى: "إنما يتقبل الله من المتقين"، والتقوى تحتاج إلى جانب نظري بتعلم ما أمر الله به وما نهى عنه وإلى جانب عملي وهو أن يدرب الإنسان نفسه على اجتناب النواهي وامتثال الأوامر والإخلاص في ذلك لله وقصد وجهه الكريم بإحسان معاملته والسعي لأداء حقه دون أن يكون للإنسان في ذلك حظ نفسي، والحظوظ النفسية والشهوات لا بد من تجنبها والحذر منها فهي من خطوات الشيطان وقد قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر".
الدعاء.
- القسم: التزكية
- تحميــل
- المشاهدات:13895
بحث في المواد المقروءة
آخر تحديث للموقع: الاثنين, 25 نوفمبر 2024 20:04