فضل ليلة القدر و علاماتها

"فضل ليلة القدر وعلاماتها": رمضان جعله الله متفاوتا العشر الأوائل عبارة عن تسخين يتهيأ فيها وتجتهد للعشر التي بعدها وهي أفضل منها العشر الأواسط، النبي صلى الله عليه وسلم اجتهد في العشر الأوائل فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلبه أمامك فاجتهد في العشر الأواسط فقال إن الذي تطلبه أمامك فاجتهد في العشر الأواخر، الأواخر أفضل شيء في رمضان ولا يفصلنا عنها الآن إلا هذه الليلة واللية التي بعدها فقط، ليلة واحد وعشرون هي بداية العشر الأواخر. هذه العشر الأواخر أيضا هي عشر دائما ولو كانت تسعا، لو كان الشهر ناقصا، شهرا عيد لا ينقصان، رمضان وشهر ذو الحجة، أنت تقول عشر ذي الحجة أصوم عشر ذي الحجة ويوم العيد لا تصومه هو العاشر فكذلك رمضان فيه العشر الأواخر تحسب عشرا حتى ولو كان الشهر ناقصا، ولذلك أخفى الله فيها ليلة القدر فهي في الأوتار حتما أرجى شيء الأوتار، لكن الأوتار إذا كان الشهر تاما هي ليلة واحد وعشرين وليلة ثلاثة وعشرين وليلة خمسة وعشرين وليلة سبعة وعشرين وليلة تسعة وعشرين إذا كنت ستعدها من الوراء فتكون ليلة ثلاثين وليلة ثمانية وعشرين وليلة ستة وعشرين وليلة أربعة وعشرين وليلة اثنين وعشرين فما من ليلة إلا وهي وتر بهذا الاحتمال سواء من الأول أو من الأخير، فلذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "التمسوها في لخمس تبقى ولسبع تبقى ولتسع تبقى" قال هذا العد من الأواخر لتسع تبقى معناه واحد وعشرون وسبع تبقى معناه ثلاثة وعشرين ولخمس تبقى معناه خمسة وعشرون إذا كان الشهر كاملا فهي من البواقي إذا كان الشهر ناقصا ستكون "خمس تبقى" معناه ليلة أربعة وعشرين وهكذا فإذن العشر كلها أوتار بهذا المعنى، أوتار إما أن تعدها من الأول وإما أن تعدها من الأخير. وقد أخفى الله ليلة القدر في العشر هي قطعا في رمضان لأن الله قال "إنا أنزلناه في ليلة القدر" وقال "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"، إذا جمعت هذه وهذه تأكد لديك أن ليلة القدر في رمضان، وليلة القدر بين الله أنها خير من ألف شهر معناه أربع وثمانين سنة وأربعة أشهر، فمن أدركها ووفق للعمل الصالح فيها ولم يعص ربه فيها كأنما ازداد عمره بأربع وثمانين سنة تصور لو ضربت مثلا في عشر أمثالها الحسنة بعشر أمثالها ولو كان التضعيف أكثر من ذلك وهكذا، أيضا حتى القيام نفسه قيام ليلة القدر مكفر للسيئات فالنبي صلى الله عليه وسلم قال (من يقم ليلة القدرإيمانا واحتسابا غفر له). وقيامها أيضا يمكن أن تجعله عددا من القيام مثلا إذا صليت العشاء في جماعة (فمن صلى العشاء في جماعة كأنما قام شطر اليل) شطر اليل معناه نصف اليل، وأيضا إذا صليت التراويح مع إمام من بداية إحرامه إلى نهاية سلامه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)، القيام الثالث إذا قمت أنت في خاصة نفسك فصليت وقرأت ما تيسر لك فيكون ذلك قياما مختصا، بهذا تكون قد قمت ليلة القدر عدة مرات. أقل القيام: إبراهيم النخعي سئل عن أقل ذلك قال قدر ما تحلب فيه شاة. فلذلك إذا جمعت كل هذا تكون فعلا قد قمت ليلة القدر، وقمت بحقها. ليلة القدر فضلها عظيم جدا لذلك لا يوفق لها إلا من أختارهم الله والنبي صلى الله عليه وسلم بين أنها رفعت أي أخفيت لكن بين لنا بعض العلامات فيها منها أن الشمس يومها تطلع وليس لها أشعة حمراء صافية ليس فيها شعاع، فيها أن القمر ليلتها يطلع كشق الجفنة، ومكان الكسر يكون أنور من غيره، كذلك العلامة التي ذكرها الله في كتابه "سلام هي حتى مطلع الفجر"، وهذه تسليم الملائكة على الناس ليس كل الناس يسمعونه، أيضا الملائكة يسلمون على الناس "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم تعودون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم"، وهذا التنزل ملكي ليس مختصا بالآخرة بل هو موجود في الدنيا لأنهم يقولون "نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة"، هم يسلمون على الناس "سلام هي حتى مطلع الفجر"، أيضا السلام بمعنى الأمان لا يقع فيها عادة فتن ولا كوارث هادئة حتى في حرها مثل ليالي مكة كليلتها فلا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة، تكون هادئة ما يكون فيها الحر الشديد ولا البرد الشديد دائما. في العشر الأواخر ليلة أخرى غير ليلة القدر لها مزية كبيرة هي الليلة الأخيرة التي يختم بها رمضان هذه الليلة الأخيرة مثل الليلة الأخيرة من أي برنامج ليلة توزيع الجوائز، فكذلك آخر ليلة من رمضان هي ليلة توزيع الجوائز يعتق الله فيها رقال الذين ارتضى عملهم من النار، قيل يا رسول الله أليلة القدر هي قال "لا ولكن العامل إنما يوفى أجره عند نهايته عمله". ليلة القدر تختلف من بلد إلى بلد مثل ساعة الجمعة والثلث الأخير من الليل وقت النزول فهذا يختلف من بلد إلى بلد وكله من سعة فضل الله.