كيفية رفع اليدين في الدعاء
"كيفية رفع اليدين في الدعاء":
الدعاء هو لجاء وضراعة إلى الله ومسألة كأنك مسكين تسأل وتتكفف والله جل جلاله هو أكرم الأكرمين يستحيي إذا مد العبد إليه يديه أن يردهما صفرا، ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم مما هو مظنة للاستجابة يرفع يديه إلى السماء يارب يارب، فلذلك رفع اليدين هو من تمام الضراعة، وله صورتان صورة جمع اليدين وصورة التفريق، له أيضا أن يكون بطونهما إلى السماء كالراغب أو ظهورهما إلى السماء كالراهب أو رؤوسهما إلى السماء كالنابذ الذي ينبذ الدنيا وينبذب الأغيار لا يضع حاجته إلا بين يدي الله ولا يسأل أحدا إلا الله وكل هذا ضراعة،
وكل له موضعه: فظهورهما إلى السماء إذاكنت في استسقاء أو في رفع بلاء، بطونهما إلى السماء إذا كنت راغبا في أمر ما، وقت الضراعة واللجاء رؤوسهما إلى السماء كأنك لا تسأل أحدا غير الله وتستسلم تمام الاستسلام لحكم الله:
إذا عرضت لي في زماني حاجة ***وقد أشكلت فيها علي المقاصد**
وقفت بباب الله وقفة ضارع***وقلت إلهي إنني لك قاصد**
ولست ترى واقفا عند باب من***يقول فتاه سيدي اليوم راقد**
بجمال وجهك سيدي أتشفع***ولباب جودك بالدعا اتضرع**
يا من يرى ما في الضمير ويسمع***أنت المعد لكل ما يتوقع**
يا من يرجى للشدائد كلها***يا من إليه المشتكى والمفزع**
يامن خزائن رزقه في قول كن***أمنن فإن الخير عند أجمع**
ما لي سوى فقري إليك وسيلة***فبالافتقار إليك فقري أدفع**
مالي سوى قرعي لبابك حيلة***فلإن منعت فأي باب أقرع**
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه***إن كان فضلك عن فقيرك يمنع**
حاشا لمجدك أن تقنط داعيا***الفضل أجزل والمواهب أوسع**
بالنسبة للتلحين في الدعاء مناف للضراعة لأن الإنسان الذي يلحن معناه أنه يريد أن يزيل ضيق صدره وأنه مسرور ومبسوط.
فعلا يتأثر الناس يطربون ويبكون، ولكن هذا ليس هو المقصود، المقصود الضراعة حتى تشعر بالخشوع وحتى تشعر بالضراعة الكاملة بين يديه الله هذا المطلوب، وأما التلحين الطويل وطنب الفواصل والسجع في الكلام هو من التكلف، والتكلف منهي عنه والله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم "وما أنا من المتكلفين"، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وما كان يفعله.
بالنسبة لمسألة أخرى هي رفع اليدين في الدعاء في الصلاة هذه ترون الناس كثيرا ما يفعلونها وقد أخذ بذلك بعض الفقهاء إذا جاء وقت الدعاء في القنوت رفعوا أيديهم، قنوت الوتر مثلا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما رأيتموني أصلي ولم يرد عنه في ما أعلم أنه رفع يديه في الصلاة، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الصلاة وهديها وقال صلوا كما رأيتموني اصلي، فأنت لا تفعل سواء كنت تسدلهما أو كنت تقبضهما تبقى على حالك.
التأمين لا يضر وقول سبحان الله كذلك لا يضر، فبعض المشايخ يقول التسبيح إنما هو عند التنزيه فقط وهذا غير صحيح بل التسبيح عند الثناء على آلائه ونعمه فالله يقول في خواتم سورة آل عمران "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" فالتسبيح نعم للتنزيه لكن جاء أيضا بالثناء لغير ذلك التسبيح يشمل أمرين: التنزيه والثناء، فهو ثناء عليه سبحانه وتعالى.
- القسم: الفتاوي
- تحميــل
- المشاهدات:29658
بحث في المواد المقروءة
آخر تحديث للموقع: الاثنين, 25 نوفمبر 2024 20:04