من معين السيرة النبوية العطرة 2

• في الحلقة الثانية من " معين السيرة العطرة " رسم فضيلة الشيخ لوحة بديعة للفترة من {بدء نزول الوحي إلى أن أخذ موكب الهجرة النبوية طريقه إلى المدينة المنورة } حيث تناول الحديث :. • بدء نزول الوحي ،وكيفية نزوله ، وحالات تنزُّل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، والرؤيا الصالحة .. وأنه صلى الله عليه وسلم حُبب إليه الخلاء .. وكان يخلو في غار حراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد. • أثر الخلوة في صفاء الروح ، وما يكسبه الصمت والجوع من أنوار الحكمة وصفاء القلب . • وكان غار حراء محراب الأنبياء والصالحين قبله وهو مطلٌّ على الكعبة . • أنواع الرؤيا ..وأمارات الرؤيا الصالحة ...ورؤيا الأنبياء وحي قال تعالى حكاية عن إبراهيم علي السلام { قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ..}. • ومن أنواع الرؤيا الحلم وهو" النجوى " " إنما النجوى من الشيطان ليُحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله " • وبدأ الوحي في رمضان فأتاه جبريل في صورة رجل ، ولكن في خلقه قوة هائلة ورد ذكرها في قوله تعالى " علّمه شديد القُوَى ذو مِرَّةٍ فاستوى ". • فعاد إلى خديجة وقال لها : " والله لقد خشيت على نفسي " فقالت له خديجة رضي الله عنها : " والله لا يخزيك الله أبدا.." وأثنت عليه بما فيه من الأخلاق الكريمة .. فثبتت فؤاده بذلك . • وفتر الوحي ..فمكث صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم ير جبريل عليه السلام ، وإنما كُلف به إسرافيل عليه السلام . • ..ثم رءاه في شعب أجياد على صورته الملكية فرجف لرؤيته وعاد إلى خديجة وهو يقول زمِّلوني زمِّلوني ..ونزل عليه قوله تعالى : { يا أيها المزّمل قم الليل إلا قليلا ..} وقوله تعالى : { يا أيها المدثر قم فأنذر } فأُمر بقمتين .. قومة لنفسه وتقويتها على أعباء الرسالة بالعبادة والتبتل وقيام الليل ..وقومة غير محددة بوقت وهي الدعوة إلى الله . • وحمي الوحي وتتابع وكثر ..فبدأ الدعوةَ إلى الله سرا ..يختار الثقات وأصحاب الهمم ممن فيهم كرم وشهامة ..فلما مضت ثلاث سنين على الدعوة سرا جاءه الأمر بالجهر ونزل عليه قول الله تعالى { فاصدع بما تؤمر }..وحينئذ وقف على الصفا فدعا قريشا فلما اجتمعوا عليه قال : " إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ". • وكان يخرج في المواسم يدعو الناس ويعرض نفسه على القبائل .. • وقد غيرت تلك التربية الإيمانية حياة ذلك الجيل و أنشأتهم خلقا آخر في الأخلاق والعفة والكرم والبذل . • ..وأقام خير جماعة وأمة عرفتها البشرية في النظام والانسجام والصبر والتضحية وكانت أسس ذلك البناء العظيم هي: الربانية والتربية والأخوة والأخذ بالأسباب والتدرج . • وقد عُذب المسلمون وأوذوا وكان أشد ما نزل من الأذى بضعفائهم فتحملوا في ذات الله وثبتوا .. ثم حوصر بنوا هاشم و بنوا عبد المطلب في الشعب لا يباع إليهم ولا يشترى منهم ودام الحصار ثلاث سنين . • ومن السابقين الأولين أبو ذر وفي قصة إسلامه عجبٌ.. وفي لقاء علي ابن أبي طالب معه دروس من الحيطة والحذر . • وكان صلى الله عليه وسلم خبيرا بالرجال عارفا بالقابليات فعامل كل صنف بما يصلح له ؛ فكان منهم أصحاب دار الأرقم ابن أبي الأرقم ، وصنف آخر كانوا في دار سعيد ابن زيد ، و آخرون أمرهم بالعودة إلى ديارهم حتى يظهره الله . • وقيض الله أبا طالب للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم فدافع عنه بكل ما يملك . • وانقسم بنو عبد مناف إلى قسمين ؛ فإن أولاد عبد مناف أربعة هاشم والمطلب ولم يفترقا في جاهلية ولا إسلام ، وعبد شمس ونوفلٌ تألبا ضد الدعوة حتى قال أبو طالب :* أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا ً* أعيذكما بالله أن تحدثا حرْبا*. • ولما أسلم أبو بكر رضي الله عنه دعا يوم إسلامه نفرا من أصحابه فاستجاب له خمسة هم أبو عبيدة بن الجراح والزبير ابن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد ابن وقاص وسعيد ابن زيد . • وقد جرت العادة أن كل مستوى من مستويات المجتمع إنما يستجيب لمن هو على مستواه ؛ فالنساء يستجبن للنساء والكبار يسمعون من الكبار وهكذا...فلذلك احتيج إلى نشر الدعوة والتنويع في حملتها و رواحِلها . • ولما اشتد الأذى بالمسلمين أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة ؛ فكانت هجرة الحبشة الأولى والثانية إذ كان بها ملك عادل لا يظلم عنده أحد .. • وتوفي أبو طالب ..ثم توفيت خديجة رضي الله عنها .. وكفى الله رسوله الكريم فحماه والمؤمنين معه كما قال تعالى :" إنا كفيناك المستهزئين " . • ثم أذن الله لنبيه في الهجرة إلى المدينة .. وقد مهدت للهجرة النبوية إلى المدينة أحداث ٌمنها بيعة العقبة الأولى والثانية ، وسفارة مصعب ابن عمير إلى المدينة وكان أولَ من هاجر إليها .. وقد أنزل الله في شأن الهجرة : " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا .." . • وبالهجرة النبوية بدأ تاريخ جديد ...