الامتحانات و الابتلاءات في حياة المؤمن || شباب الخير


محاضرة لفضيلة الشيخ ألقاها بجامع[ شجرة الأنبياء]يوم السبت الموافق:10-5-2014 • وقد جاء فيها بعد حمد الله : • أن الله تعلي شرّف بني آدم وميزهم بان جعل الانبياء والرسل منهم واستخلفهم في الارض كما تعلى : "اني جاعل في الأرض خليفة"وهذاالاستخلاف يقتضي أن كل ما في الارض خلق لمصلحة بني آدم إما اعتبارا وإما انتفاعا وإما اختبارا. • وقد جعل الله هذا الجنس البشري محفوفا بجنسين : • جنس اعلي منه وهو الملائكة فان الله محضهم لطاعته وخلصهم لعبادته: • " يسبحون الليل والنهار لا يفترون" • وجنس ادني منه وهو الحيوان البهيمي فإن الله لم يخلقه للطاعة – وإن شمله عموم التسبيح لله تعلى :"ولِله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها " • فالحيوان البهيمي مركب على الشهوات ولا معني لحياته الا التمتعُ والاكل والراحة ولهذا شبه الله به الكفار فقال جل من قائل:"والذين كفروا يَتمتَّعون وياكلون كما تاكل الانعام والنار مثوىً لَّهم " • والإنسان بين هاتين القابليتين ؛ فما نجح فيه من الطاعة وأداه على الوجه الاكمل التحق فيه بالملائكة الكرام وفي الحديث :(الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة). • واذا ضيع التكاليف واتبع الشهوات التحق بالبهائم بل يصير ادني منها لأن الحجة القائمة عليه بالعقل والوحي اكبر من الحجة القائمة على الحيوان ولأنه خلق للعبادة والبهائم خلقت للشهوة . • وقد جعل الله دار الدنيا دار امتحان وابتلاء، والامتحان فيها أنواع كما قال تعلى: "ونَبْلوكم بالشر والخير فتنةً وإلينا تُرجعون " • والفتنة تطلق على امرين: • على الامتحان والابتلاء • وعلى إذابة الذهب ليخرج ما فيه من الغش من نحاس او غيره . • وما في هذه الدنيا من الخيرات والمشتهيات فمصدره الجنة ،وما فيها من الشرور والآلام فمصدره النار؛ فمن كان صادقا في حب نفسه فليتق الله. • ثم ذكر الشيخ أصناف الناس في الابتلاء بالخير والتعاطي مع نعم الله وآلائه ،مبينا أن الارتباط بالقرآن ينتظم شكرَ الله تعلى ،فكل صنف من النعم يُبَصِّر القرآن بوسيلة الشكر فيه . • وفي الابتلاء بالشر ذكر الشيخ- حفظه الله-الادب مع الله عند نزول البلاء انطلاقا من قوله تعلى: "وأيّوب إذ نادي ربَّه أني مسني الضرُّ وأنت أرحمُ الراحمين " • والمصيبة في الدين هي شر البلاء نعوذ بالله فالبلاء في البدن مخلوف، والبلاء في العقل يُرفع به التكليف ،والبلاء في الاهل والمال معوَّض . • ومن أشبع شهوته وغريزته بما حرم الله عليه فقد ازداد من الله بعدا. • وخلُص الشيخ الى الحديث عن نوع آخر من الابتلاء هو القعود عن نصرة الدين وعن القيام لله بالقسط مبينا تباين مواقف الناس في هذا الجانب من التكاليف الشرعية فمنهم من لا يشعر بهذا الصراع ويرى أنه غير معني به غافلا عن البيعة مع الله ، و هنالك من يحس بالصراع لكنه يكتفي بدور الداعم فقط وينسى أنه مكلف بنصرة الدينو ليس له الاختيار بين الدعم والممارسة الفعلية، وهنالك من يحس بالصراع لكنه لا يثبت على الطريق "ومن الناس من يَقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنةَ الناس كعذابِ الله .." • والناجحون في هذا الامتحان هم من عرفوا استمرار الصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة ويحاولون ترك أثر صالح في ترجيح كفة الحق والعدل ويسارعون في ذلك. • وختم الشيخ - حفظه الله –ببيان أن طريق الدعوة محفوف بالمكاره والابتلاء حيث يُبتلى الناس على قدر إيمانهم فأشد الناس بلاء الانبياء ثم الأمثل فالأمثل .وبالصبر واليقين يكون العلاج وتُنال الإمامة في الدينو ذلك هو نهج الرسل عليهم السلام في مواجهة النكبات وعوائق الطريق ومشاق الصبر على الاستقامة ومكائد الباطل واهله. "ولينصرنَّ الله من ينصره إن الله لقويُّ عزيز "



بحث في المواد المقروءة

آخر تحديث للموقع:  الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54 

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 262 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow