أنصار الله
ألقى فضيلة الشيخ محاضرته هذه عن أنصار الله، وهي عبارة عن تعليق على:
يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصارا لله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين.
وقال الشيخ إن هذه الآيات متعقبة لما قبلها، من بيع مع الله تعلى
والأمر بنصرة الله لا يمكن أن يكون إلا بالتدريب، ولذلك لم يقل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا انصروا الله، والنصرة قسمان:
- النصرة خاصة فاز لها الذين تبوؤوا الدار والإيمان من الأنصار، وقد فازوا فيها، ففي الحديث:
أوصيكم بالأنصار خيرا فقد أدوا الذي عليهم وبقي الذي لهم.
وفيه:
لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار.
- النصرة العامة: وهي أن يكون الإنسان في كل أحواله يعلم كيف يعمل، وماذا يثدمه، وهو أنه جندي وعبد لله تعالى، وذلك تشريف عظيم، حيث إن واحد في الألف فقط هم جند الله وأنصاره الذين امتن عليهم بالإيمان.
وفي الآية قراءتان: كونوا أنصار الله، وكونوا أنصارا لله، وبينهما فرق تفسيري فالأولى تعني حصر أنصار الله في أنفسهم، والثانية تعني أن يكونوا منهم فقط، ويعني أن أنصار الله كثير.
واستفهام الآية موجه إلى كل مسلم على حدة.
الحواريون جمع حواري، وهو الناصر الذي يبذل الجهد لنصرة منصورة، ولكل نبي منصور وحواري النبي ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام واختص بها لمبادرته خططَ النبي صلى الله عليه وسلم قبل كل أحد.
واختلف في عدد الحواريين فقيل كانوا اثني عشر فردا، وقيل أكثر من ذلك، والأساس أن الأمر الذي أمرنا به في الآية سبق وأن حصل، وبالتالي فهو معقول.
والفاء في "فأصبحوا ظاهرين" للترتيب، وذلك دليل على أن الصبر هو السبب للنصر، والإصباح في هذا السياق يعني الانتقال من فترة إلى فترة، ومجاز ذلك أن الإصباح استعارة عن الضياء بعد الظلمة، وظاهرين أي منتصرين.
ونصر الله لا يمكن أن تتخلف عن بذل الجهد، لتحكيم دين الله وإعزازه.
ويؤخذ من الآيات الكريمات كثير من المعاني العجيبة منها:
- أن هذه التجارة التي ساق الله في مقدمة هذه الآيات تستدعي جهدا وطاقة حتى تتحقق نصرة الله
- أن تلك التجارة تستدعي عملا جماعيا، وأنها لايمكن أن تكون فردية، ولذلك لم يقم عيسى لوحده، ولو رأى عيسى عليه السلام أنها يمكن أن تكون فردية
- أن عمل السالفين يستمر برهة من الزمن للاحقين، ولذلك أعلى الله تعالى أتباع عيسى عن الكافرين إلى يوم القيمة، وتلك ميزة دنيوية.
- أن النصرة في الدنيا غير منافية للعذاب في الآخرة، وأن التمكين في الدنيا لا يقتضي الغرور الأخروي.
- أن التاريخ يتكرر والتجارب تعود، والقرآن يبقى حجة ودليلا حتى على من لم يولد في وقت تنزيله.
- أن هذا المثل المستمر يمكن أن يطبق في كل وقت، فلو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سيطرح نفس السؤال الذي طرح على عيسى وعليه هو "من أنصاري إلى الله".
وعلى كل أحد منا ان يطرح سؤال هذه الآية على نفسه.. بارك الله فيكم.
- القسم: الدعوة
- تحميــل
- المشاهدات:7244
بحث في المواد المقروءة
آخر تحديث للموقع: الاثنين, 25 نوفمبر 2024 20:04