كيف يُنال رضى الله تعالى؟
• ألقيت هذه المحاضرة في مدينة كيفه بعنوان: "كيف يُنال رضا الله عز وجل"، وقد تطرق الشيخ في حديثه للأعمال التي يُنال بها رضا الله عز وجل، وقد حاولنا تلخيص ما ورد في هذه المحاضرة في الملخص التالي:
• أولى ما تشغل به الأنفس والأنفاس وما تستغل فيه الطاقات والنعم، ما يقرب من الله سبحانه وتعالى وينال به الإنسان الفوز برضاه فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ"(آل عمران، الآية: 185).
• للإنسان أربع وظائف لا بد أن يعدل في توزيع الوقت بينها فهي مهمته التي جاء من أجلها إلى هذه الحياة، فنحن جميعا لم نأت عن ملكنا ولا عن مشورة منا " مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (الكهف، الآية 51). لذلك علينا أن نجد في أداء هذه المهمة، وهذه المهمة تتمثل في أربعة أمور:
• تعلم ما أمر الله به: فعلى كل إنسان أن يحرص على نصيبه مما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من عند الله، فقد شرفنا الله بأن جعلنا من أمة هذا الرسول الكريم (ص)، وأن جعلنا من أتباعه والرسل السابقون يودون لو كانوا من أتباعه ولذلك شرف الله عيسى بن مريم بأن جعله من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فهذا الإتباع ينال به الإنسان شرفا عظيما، وقد تذكر ذلك أحد الحكماء حين قال:
o ومما زادنـي فازددت تيها *** وكـدتُ بأخمصي أَطأُ الثريَّا
o دخولي تحت قولك : (يا عبادي) *** وأن أرسلت أحمد لـي نبيِّـا.
o فلا بد أن ينال كل إنسان نصيبه من ميراث هذا الرسول الكريم وما جاء به من عند الله. وميراثه العلم الذي جاء به.
• العمل بما تعلمه الإنسان: إذا تفقه الإنسان في الدين وتعلمه فلابد أن يظهر أثر ذلك عليه؛ في سلوكه ونطقه وعمله وفي صدقه مع الله وفي معاملته مع الناس، فإذا كان يعلم هذه العلوم ولكنه يخالفها فهي حجة عليه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " .. والقرآن حجة لك أو عليك"، وهذا العلم سلاح ذو حدين إما أن يكون للإنسان وإما أن يكون عليه فمن تعلمه وعمل به كان حجة له بين يدي الله، ومن تعلمه فأعرض عنه وخالف أمر ما علم كان حجة عليه بين يدي الله. فلا بد أن يحرص الإنسان على العمل بما تعلمه.
• الدعوة إلى ما تعلمه الإنسان وعمل به؛ فالدعوة صفة الله جل جلاله، أثنى بها على نفسه فقال تعالى: " والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم"، وقال تعالى: " والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه"، والدعوة هي صفة محمد صلى الله عليه وسلم فقد أثنى الله عليه بالدعوة فقال: "إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا" وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا"، وقد أمره الله بها فقال: " أدع إلى ربك ولا تكونن من المشركين وقال: "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".
• والدعوة لها هدفان؛ الهدف الأول: أن يكون الإنسان قد فعل ما أمره الله به، سواء ترتب على ذلك شيء أم لم يترتب عليه، لأن الإنسان إذا بذل الجهد فذلك داخل في نطاق التكليف، لأنه من الشرع لا من القدر، أما النتائج فهي من القدر لا من الشرع، والتكليف من الشرع لا من القدر.
• والهدف الثاني: أن يستجيب لك الناس لأنك تدلهم على سبيل الله وعلى طريق النجاة، فلك الهدف الأول الذي هو المعذرة إلى الله أنك فعلت ما أمرك الله به، أو لك الهدفان معا الهدف الأول مع الهدف الثاني باستجابة الناس لدعوتك وتزداد أجورك تبعا لذلك.
• ومن شروط هذه الدعوة أن تكون على بصيرة أي حجة من الله وأن يكون ملتزما مع ذلك بتلك الحجة لئلا يضل، فإنه إذا تركها زلت قدم بعد ثبوتها.
• وهذه الدعوة مقتضية من الإنسان أن يكون رحيما حليما حريصا على نجاة الناس أجمعين، أنما يرحم الله من عباده الرحماء والراحمون يرحمهم الرحمان، وقد قال تعالى لرسوله: " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر".
• محاضرة قيمة ورائعة، ندعوكم للاستماع لها كاملة.
- القسم: التزكية
- تحميــل
- المشاهدات:14588
بحث في المواد المقروءة
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54