الموقف الشرعي من التمثيل والمحاكاة
موضوع هذه الحلقة هو: "الموقف الشرعي من تمثيل ومحاكاة الشخصيات الإسلامية"، وهو برنامج استضافت له قناة دليل فضيلة الشيخ الددو بتاريخ: 29/07/2011 من اجل إبراز بعض الاستشكالات المطروحة في هذا الموضوع. تناولت هذه الحلقة مع الشيخ الددو الإجابة الشرعية على تساؤلات يطرحها المُحاور والمتدخلون في البرنامج، واتسمت هذه الحلقة بشكل عام بإبراز الموقف الشرعي من التمثيل والمحاكاة معتمدا في ذلك على الأصول الشرعية من الكتاب والسنة والاستنباط الشرعي من الأصول وفق قواعد الأصول المعروفة من مراعاة المصالح والمفاسد والقياس وتغير الفتوى وسد الذرائع ... وضمن الأسئلة التي أجاب الشيخ عنها في هذا الحوار ما يلي: - هل تجسيد الصحابة فعل جائز ؟. – ما هي الشروط التي يضعها المجيزون والمانعون لهذا الفعل؟. ما الفرق بين تقمص الشخصية وبين ترسيخها وتثبيتها من لدن المحاكي في النظر الشرعي؟؟. كما تخللت هذه الحلقة من البرنامج محاورات ومناقشات مع بعض العلماء والمتدخلين في البرنامج. وخلال مناقشة هذا الموضوع أبرز الشيخ الددو أن أصل التمثيل يختلف حكمه باختلاف هدفه؛ فإذا قُصد بالتمثيل السخرية أو الطعن في الأشخاص أو أهداف أخرى غير مقبولة شرعا كترسيخ الطائفية أو الفتن فهو ممنوع شرعا. أما إذا كان تمثيل الصحابة يُقصد به أمر تعليمي محض يخدم ترسيخ النصوص وإثبات التاريخ الصحيح للأمة فهو أمر جائز. ونبه في هذا السياق إلى التمييز بين تمثيل وتجسيد الصحابة رضوان الله عليهم وتمثيل الرسل والأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، فالمانع من تجسيد الأنبياء والرسل ليس مانعا شرعيا وإنما هو مانع أدبي وأخلاقي لأن التمثيل لا يمكنه أن يأتي بحقيقة أوصافهم الكريمة وشمائلهم العظيمة. وشدد الشيخ الددو بهذا الصدد على ضرورة مراعاة فقه الفتوى والواقع المتغير للأمة. ومما استدل به الشيخ الددو في حديثه من أن أصل المشروعية في هذا التمثيل ما حكاه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عن نبي من الأنبياء دمّاه قومه وضربوه فجعل يمسح الدم عن وجهه هكذا ( ويفعل بيده) ويقول: "يا رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"، وذكر أن ما كان من هذا التمثيل على وجه السخرية فهو ممنوع شرعا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما حكت عنده عائشة رضي الله عنها رجلا أنكر ذلك. وضمن المواضيع الشائكة التي نوقشت في هذا الحوار ما يتعلق بالفرق بين تقمص الشخصية وبين ترسيخ الصفة وتثبيتها من لدن الممثل أو المحاكي، وما أثير حول فِلم الحسن والحسين، وأما مسالة إنفاق الأموال في إنتاج هذه الأفلام فهي مسالة لم تُطرح للرأي الفقهي ولو طرحت عليه لكان الأولى بها أن تنفق على ما هو أولى من هذه الأفلام والبرامج، كالمجاعة في الصومال ووحدة الصف المسلم.
- القسم: الفكر الإسلامي
- تحميــل
- المشاهدات:4710
بحث في المواد المقروءة
آخر تحديث للموقع: الاثنين, 25 نوفمبر 2024 20:04