نصرة النبي صلى الله عليه وسلم


أقيمت هذه المحاضرة مساء الإثنين الموافق:2011/07/04 ضمن فعاليات مخيم جمعية المرأة المقام في مباني معهد ابن عباس. تطرق الشيخ في هذه المحاضرة لشمائل النبي صلى الله عليه وسلم ومواقف مؤثرة من نُصرة الصحابة رضوان الله عليهم له، وذكر أنه على قدر محبتنا له وتعظيمنا للدين الحنيف الذي أتى به تكون نصرته ومستوى التضحية في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، نذكر من ذلك تلخيصا ما يلي: • أختار الله سبحانه وتعالى محمدا صلى الله عليه وسلم لرسالته اختيارا سابقا لخلقته واصطفاه من بين الأنبياء لرسالته وخصه بالإسراء والمعراج ورفعه مكانا عليا عند سدرة المنتهى . • وشرفه من بين الخلائق بالشفاعة العظمى التى اعتذر عنها الأنبياء أولو العزم من الرسل وقال له " اشفع تشفع واسأل تعط.."، وخصه الله كذلك بالوسيلة وهي درجة في الجنة لا تنبغي إلا لرجل واحد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم . • وخصه بأن جعله شهيدا على الخلائق أجمعين فالرسل هم شهداء الله على الناس، والرسول صلى الله عليه وسلم شهيد عليهم أجمعين، ومن شرط هذه الشهادة العلم بالشرع والتفقه في الدين. • وشرفه بأن جعله أكثر الرسل تابعا يوم القيامة؛ فقد عُرض عليه الأنبياء يوم القيامة فكان يرى النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان، والنبي وليس معه أحد، حتى رأى سوادا عظيما فقال هذه أمتي فقيل هذا موسى وأمته، ولكن انظر إلى الأفق فنظر فإذا سواد عظيم قد سد الأفق فقيل هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب . • وشرفه يوم القيامة باللواء المعقود له يوم القيامة؛ في يمينه لواء الحمد يرفعه وتحت هذا اللواء يدخل الأنبياء وأممهم والصالحون من كل أمة وتأتي أمته غرا محجلين يعرفهم من بين الأمم فيدعون باسمه، " يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71)(الإسراء). • وشرفه كذلك بأن ختم به الرسالة إلى أهل الأرض إيذانا بأن الدين الحق هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فكل الأديان الأخرى كانت إعدادا لهذا الدين الكامل. • وشرفه كذلك بأن جعل أمته خير أمة أخرجت للناس؛ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)(من الآية 142 من سورة البقرة). • وشرفه بأن جعل علماء أمته كأنبياء بني إسرائيل في المنزلة، فإن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، فجعل الله العلماء ورثته فهم يسوسون أمته كما كانت الأنبياء تسوس بني إسرائيل، وقد تعهد الله له بأن يبعث على رأس كل مئة سنة من هذه الأمة من يجدد لها أمر دينها. • وكذلك شرفه بأن رفع الحرج عن أمته جملة وتفصيلا؛ فقال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ)(من الآية 78 من سورة الحج). • الله سبحانه وتعالى لما دعانا لنصرة محمد صلى الله عليه وسلم ضرب لنا المثل بالحواريين لما بعث الله عيسى فدعاهم إلى نصرته فانقسم بنو إسرائيل إلى فرقتين وطائفتين بين مصدقين لعيسى ومكذبين له فقال الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (14)(سورة الصف). • من المواقف المؤثرة في زمن الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة أحد واستقبله الناس بمسجد المستراح رأى امرأة يصدها الرجال عنه فقال دعوها فقد قتل بين يديّ اليوم ثمانية من رجالها فإذا هي فاطمة بنت يزيد بن السكن فقد قتل بين يديه أبوها وزوجها وولداها وأخواها وعمها وعم أبيها فلما نظرت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله كل مصيبة بعد رؤيتك جلل فعرفت أنه يستحق أكثر من هذا وأن ينصر بأكثر من هذا ولو كان لها من الرجال أضعاف هؤلاء كانوا أيضا قدموا أرواحهم فداءا لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصرة له ودفاعا عنه. • وقد اقتفى الناس سير الصحابة الصالحين في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أيام الناس الخالدة في نصرة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها فتحت فيها الأمصار وهزمت الأمم ودخل فيها الناس في دين الله أفواجا ورد فيها الطاغون المعتدون وكسرت شوكة كل من يريد فتنة الناس عن دين الله، فقوتلوا جميعا على المحجة وعلى طريق الحق. • وقد قامت الأمة الإسلامية في جميع العصور بالجهاد في سبيل الله وقياما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالنصرة، وكلما تقاعست الأمة عن هذه النصرة كلما أتتها الهزائم وانتصر أعداؤها عليها وذلك عندما تقع المخالفات الشرعية لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتلك عقوبة لمن خالف أمره تعالى. هذه جملة مقتطفات موجزة من محاضرة الشيخ في هذا الموضوع، ندعوكم للاستماع لها كاملة.



بحث في المواد المقروءة

آخر تحديث للموقع:  الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54 

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 146 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow