استغلال الوقت
ألقيت هذه المحاضرة بجامع الهدى بمقاطعة لكصر وسط العاصمة انواكشوط بتاريخ: الأحد 03-07-2011 وهي بعنوان: استغلال الوقت في حياة المسلم،
تطرق الشيخ في محاضرته لقيمة الوقت في حياة المسلم وكيف يستغل المسلم وقته الثمين بانسجام مع التكاليف الكثيرة، وقد وضع الشيخ - في حديثه- لذلك تخطيطا وتنظيما يساعد الإنسان على ترشيد وقته وصرفه في الصالح والنافع، مسترشدا في ذلك بفقه الأولويات والموازنة بين المصالح.
وقد تطرقت المحاضرة لمواضيع مهمة فقهية وفكرية ووعظية، نذكر منها تلخيصا مايلي:
• الوقت رأس المال، ولا يمكن للإنسان أن يحرز ربحا بفوات رأس المال.
• عظَّم القرآن من شأن الوقت فأقسم سبحانه وتعالى في أكثر من سورة بمواقيت زمانية؛ فأقسم بالشمس والقمر وتعاقبهما وبالضحي وبالليل وبالنهار.. وكل هذا تنبيه إلى أهمية الوقت وعظمته.
• وقت الإنسان هو عمره وجعله الله مجهولا بالنسبة إليه لحكمة بليغة لا يدركها إلا أصحاب العقول النيِّرة.
• الوقت حجة على الإنسان فعليه أن يبادر إلى استغلاله أمثل استغلال، وقد قال الحسن بن أبي الحسن رحمه الله: " إن عمرا ضيع أوله لجدير أن يحفظ آخره"
• بقية العمر ثمنها كثير لأنها هي التي بها يتدارك الإنسان ما فات، وقد قال محمد عالي بن عبد الودود رحمه الله تعالى:
بقية العمر عـندي مالها ثمن **** ولو غداً غير محبوب من الـزمن
يستدرك المرء فيها كل فائتة **** من الزمان ويمحو السوء بالحسن.
• الإنسان يحتاج في استغلال وقته أمثل استغلال إلى ترتيب الأولويات والتفكير في أمثلها، ويوقف تصرفه في الأمور حتى يعلم حكم الله في ما سيفعله. ثم بعد ذلك يبادر إلى امتثال الواجب منه فإذا أكمل الواجب بادر إلى ما يتمم الواجب من السنن والمندوبات، فإذا وصل إلى درجة المباحات فلا بد من أن يزن الأمور بميزان آخر وهو ميزان المصالح والمفاسد، ويُقدم الأصلح فالأصلح.
• الواجبات أكثر من الأوقات فإذا وجد الإنسان فراغا فليعلم أنها نعمة غُبن فيها كثير من الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"
• ترشيد استغلال الوقت أبلغ من ترشيد استغلال المال ولذلك يحتاج المسلم من اجل ترشيد وقته إلى تخطيط وتنظيم؛ فالوقت المستغل استغلالا نافعا هو ما كان في أربعة امور:
1- الأمر الأول: علم يتعلمه، فالوقت الذي استغل في تعلم العلم الشرعي والعلوم النافعة وقت لم يخسر صاحبه، وقد سئل مالك عن المقرب للقتل الذي لم يبق من عمره إلا ساعة في أية طاعة يصرفها فقال: علم يتعلمه، قيل يا أبا عبد الله إنه لا يعمل به، قال تعلمه أفضل من العمل به...
2- الأمر الثاني: العمل بما تعلمه الإنسان ومبادرة فوات الأوان؛ فالمبادرة بالأعمال رشد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بادروا بالأعمال ستا فهل تنتظرون إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا ..." الحديث.
3- الأمر الثالث: الدعوة إلى ما تعلم وعمل به؛ ولا بد أن ينفق في سبيل ذلك وقتا وأن يقوم لله بالحق، فقد قال الله تعالي لرسوله: " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108)(يوسف).
4- الأمر الرابع: الصبر على طريق الحق حتى يلق الله؛ وهذا زمان الصبر فلابد أن يحرص الإنسان على الصبر عن معصية الله والصبر على قدره، وقد قال الله تعالى: " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ". وعليه أن يعلم أنه مفتون على هذا الطريق وأنه سيقتحم عقبات ونكبات لا بد منها، يصرف بها الله الذين لا يرتضي لهم خدمة هذا الدين ولا يرتضي سلوكهم للطريق المستقيم.
هذه جملة مقتطفات موجزة من محاضرة الشيخ في هذا الموضوع، ندعوكم للاستماع لها كاملة.
- القسم: التزكية
- تحميــل
- المشاهدات:10041
بحث في المواد المقروءة
آخر تحديث للموقع: الاثنين, 25 نوفمبر 2024 20:04