شرح الجزرية7 (أبواب الراء واللام والضاد والظاء والفك والادغام)


في بداية هذا الجزء يذكر الشيخ حفظه الله ورعاه بما سبق من الحديث عن الصفات العارضة؛ وخاصة الترقيق الذي هو صفة أصلية في الحروف المستقلة والتغليظ الذي هو صفة أصلية في الحروف المستعلية، حيث استأنف الشيخ بشرح باب الراءات الذي عقده المؤلف لاستكمال حديثه عن بعض الصفات العارضة، متوقفا مع ترقيق الراء، والذي يخضع لقاعدة تقضي بترقيق الراء في مواضع في: حالة كسرها، أو إذا ما جاءت بعد كسر، أو ياء، أو إمالة، إلا إذا كانت ساكنة قبل حرف استعلاء أو كانت كسرتها عارضة، إلا أن الخلاف قائم في كلمة فرق نظرا للخلاف الأصلي حول الحركة والحرف أيهما أصل، منبها على ضرورة إخفاء تكرير الراء المشددة، مختتما بذكر حالات الراء، وأماكن اتصافها بالترقيق أوالتفخيم بشكل مفصل. وفيما يلي نص الأبيات المشروحة هنا: باب الراءات: وَرَقِّقِ الرَّاءَ إِذَا مَا كُسِرَتْ * كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سـَكَنَتْ * إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ * أَوْ كـَانَتِ الْكَسْرَةُ لَيْسَتْ أَصْلاَ * وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجَدُ * وَأَخْفِ تَكْرِيراً إِذَا تُشَدِّدُ. ثم انتقل الشيخ لشرح باب التفخيم في اللام، ذاكرا أن التفخيم كثيرا ما يطلق على اللامات والتغليظ يطلق على الراءات باعتبار أن الصفة عارضة في كل منهما، حيث تفخم اللام في موضعين: أحدهما لام اسم "الله" إذا كان بعد فتح أو ضم، وثانيهما لامات ورش المغلظة التي سبق بيانها، كما تفخم أحرف الاستعلاء جميعها، وكذلك أحرف الإطباق يكون التفخيم فيها أشد من غيرها، منبها على ضرورة إظهار صفة الإطباق حين ادغام الحرف المطبق في حرف آخر مستفل، وهذا نص ما أورده المؤلف هنا: باب التفخيم: وَفَخِّم اللاَّمَ مِنِ اسْمِ اللَّهِ * عَنْ فَتْحٍ اَوْ ضَمٍّ كَعَبْدُ اللَّـهِ * وَحَرْفَ الاِسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا * الاِطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوُ قَالَ وَالْعَصـَا * وَبَيِّنِ الْإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطْتُ مَعْ * بَسَطْتَ وَالْخُلْفُ بِنَخْلُقكُّمْ وَقـَعْ. بعد هذا عقد المؤلف باب استعمال الحروف، ويقصد به باب الفك الذي هو ضد الادغام، أي ما يفك من الحروف وما يدغم، منبها على عدد من الحروف يقع كثير من القراء في الغلط في أدائها الأداء الصحيح بعدم الانتباه إلى ضرورة فكها من خلال الحرص على السكون في حالات ذكرها المؤلف، بالإضافة لتخليص الانفتاح في المواضع التي نبه عليها، مع مراعاة الشدة أيضا في حالة تكرار الحرف، وذلك ما عناه المؤلف بقوله: باب استعمال الحروف: وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا * أَنْعَمْتَ، وَالْمَغْضُوبِ، مَعْ ضَلَلْنَا * وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُوراً، عَسَى* خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِمَحْظُورٍ، عَصـَى * وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبِتَا * كَشِرْكِكُمْ، وَتَتَوَفَّى، فِتْنَتَا. وبعد أن ذكر مايفك ذكر ما يدغم؛ فبين أن الادغام كما تقدم يكون في المثلين وفي المتجانسين، ولم يورد المتقاربين هنا، وتقدمت الإشارة إلى صوره الإثنا عشرة، أما المتباعدان في المخارج والمختلفان في الصفات فلا يمكن أن يقع بينهما ادغام، والادغام يقع بإدخال الحرف الساكن في مثله أو جنسه الموالي له إذا كان متحركا، ما لم يكن حرف مد أو لين فإنه لا يدغم، بالإضافة إلى الكلمات التي أورد المؤلف فإنها مستثناة من قاعدة الادغام السابقة، وفيما يلي نص الأبيات المتعلقة بالادغام: وَأَوَّلَيْ مِثْلٍ وَجِنْسٍ إِنْ سَكَنْ * أَدْغِمْ كَقُلْ رَّبِّ، وَبَلْ لاَ وَأَبِـنْ * فِي يَوْمِ، مَعْ قَالُوا وَهُمْ، وَقُلْ نَعَمْ * سَبِّحْهُ، لاَ تُزِغْ قُلُوبَ، فَالْتَقَمْ. بعد هذا عقد المؤلف بابا للفرق بين حرفي الضاد والظاء؛ نظرا لاتفاقهما في أغلب الصفات، ولصعوبة أداء الضاد من مخرجها بشكل صحيح، فإن كثيرا من الناس لا يستطيع النطق بها لكونها أصعب الحروف العربية، ويختلف الضاد والظاء من ناحية المخرج، ورغم اتحاد صفاتهما يتميز الضاد بصفة الاستطالة، وفي هذا الباب يعدد المؤلف الكلمات التي ورد فيها حرف الظاء في المصحف، ويقوم الشيخ حفظه الله بتتبعها خلال شرحه للأبيات، مقدما أمثلة من الآيات القرآنية على كل تلك الألفاظ التي يوجد فيها حرف الظاء. ونبه المؤلف في نهاية الباب إلى وجوب التمييز بين حرفي الضاد والظاء في حالة التقائهما، وذلك في موضعين في القرآن ذكرهما المؤلف، ونبه الشيخ إلى أنه من العجيب أنه في الموضعين كليهما كانت الضاد العسيرة هي الأولى وهي أيضا قبل الظاء في المخرج، كما يجب إظاهر الضاد والظاء الساكنتين قبل الطاء والتاء، تجنبا للإدغام الذي لا محل له هنا، ويختم المؤلف بالتنبيه إلى الهمس في الهاء وخاصة عند تكرارها، وفيما يلي نص الأبيات التي تتعلق بما أوردناه هنا: باب الضاد والظاء: وَالضَّادَ بِاسْتِطَالَةٍ وَمـَخْرَجِ * مَيِّزْ مِنَ الظَّاءِ وَكُلُّهَا تَجِي * فِي الظَّعْنِ، ظِلَّ، الظُّهْرِ، عُظْمِ، الْحِفْظِ * أَيْقِظْ، وَأَنْظِرْ، عَظْمُ، ظَهْرِ، اللَّفْظِ * ظَاهِرْ، لَظَى، شُوَاظِ، كَظْمِ، ظَلَمَا * أُغْلُظْ، ظَلَامَ، ظُفُرِ، اِنْتَظِرْ، ظَمَا * أَظْفَرَ، ظَنّاً كَيْفَ جَا، وَعِظْ سِوَى * عِضِينَ ظَلَّ النَّحْلِ زُخْرُفٍ سَوَا * وَظَلْتَ، ظَلْتُمْ، وَبِرُومٍ ظَلُّوا * كَالْحِجْرِ، ظَلَّتْ شُعَرَا، نَظَلُّ * يَظْلَلْنَ، مَحْظُوراً، مَعَ الْمُحْتَظِرِ * وَكُنْتَ فَظّاً، وَجَمِيعَ النَّظـَرِ * إِلاَّ بِوَيْلٍ، هَلْ، وَأُولَى نَاضِرَهْ * وَالْغَيْظِ، لاَ الرَّعْدِ، وَهُودٍ قَـاصِرَهْ * وَالْحَظُّ، لاَ الْحَضُّ عَلَى الطَّعَامِ * وَفِي ظَنِينٍ اِلْخِلاَفُ سَامِي * وَإِنْ تَــلاَقَــيَا الْبَــيَانُ لاَزِمُ * أَنْـقَـضَ ظَـهْـرَكَ، يَـعَضُّ الظَّـالِمُ * وَاضْـطُـرَّ مَعْ وَعَظْتَ مَعْ أَفَضْـتُمُ * وَصَـفِّ هَــا جِـبَاهُهُـمْ عَلَيْهِمُ. وفي الجزء الموالي يواصل الشيخ مع شرح المنظومة؛ حيث يواصل الحديث عن الصفات العارضة، إذ يبدأ بالحديث عن الغنة، وندعوكم لمتابعة شرح الشيخ في المادة الصوتية أعلاه.



آخر تحديث للموقع:  الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54 

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 50 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow