شرح الشاطبية 6 (سبب تسمية النظم بحرز الأماني...)
هذه المحاضرة بعنوان: "سبب تسمية النظم بحرز الأماني..."، وهي الشريط السادس من سلسلة شرح متن الشاطبية في القراءات المسمى "حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع"،
لمؤلفه القاسم بن فُيِّرة بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني الأندلسي، المتوفي سنة 590هـ. وقد شرحها الشيخ العلامة محمد الحسن بن الددو السنقيطي - حفظه الله. وقد وصل في النظم إلى قول المؤلف:
أَهَلَّتْ فَلَبَّتْهَا المَعَانِي لُبَابُهاَ***وَصُغْتُ بِهَا مَا سَاغَ عَذْباً مُسَلْسَلاَ/
وَفي يُسْرِهَا التَّيْسِيرُ رُمْتُ اخْتَصَارَهُ***فَأَجْنَتْ بِعَوْنِ اللهِ مِنْهُ مُؤَمَّلاَ/
وَأَلْفَافُهَا زَادَتْ بِنَشْرِ فَوَائِدٍ***فَلَفَّتْ حَيَاءً وَجْهَهَا أَنْ تُفَضَّلاَ/
وَسَمَّيْتُهاَ "حِرْزَ الْأَمَانِي" تَيَمُّناً***وَوَجْهَ التَّهانِي فَاهْنِهِ مُتَقبِّلاَ/
وَنَادَيْتُ أللَّهُمَّ يَا خَيْرَ سَامِعٍ***أعِذْنِي مِنَ التَّسْمِيعِ قَوْلاً وَمِفْعَلاَ/
إِلَيكَ يَدِي مِنْكَ الْأَيَادِي تَمُدُّهَا***أَجِرْنِي فَلاَ أَجْرِي بِجَوْرٍ فَأَخْطَلاَ/
أَمِينَ وَأَمْناً لِلأَمِينِ بِسِرِّهَا***وَإنْ عَثَرَتْ فَهُوَ الْأَمُونُ تَحَمُّلاَ/
أَقُولُ لِحُرٍ وَالْمُرُوءةُ مَرْؤُهَا***لِإخْوَتِهِ الْمِرْآةُ ذُو النُّورِ مِكْحَلاَ/
أَخي أَيُّهَا الْمُجْتَازُ نَظْمِي بِبَابِهِ***يُنَادَى عَلَيْهِ كَاسِدَ السُّوْقِ أَجْمِلاَ/
وَظُنَّ بِهِ خَيْراً وَسَامِحْ نَسِيجَهُ***بِالإغْضاَءِ وَالْحُسْنَى وَإِنْ كانَ هَلْهَلاَ/
وَسَلِّمْ لِإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إِصَابَةٌ***وَالأُخْرَى اجْتِهادٌ رَامَ صَوْباً فَأَمْحَلاَ/
وَإِنْ كانَ خَرْقُ فَادَّرِكْهُ بِفَضْلَةٍ***مِنَ الْحِلْمِ ولْيُصْلِحْهُ مَنْ جَادَ مِقْوَلاَ/
وَقُلْ صَادِقًا لَوْلاَ الْوِئَامُ وَرُوحُهُ***لَطاَحَ الْأَنَامُ الْكُلُّ فِي الْخُلْفِ وَالْقِلاَ/
وَعِشْ سَالماً صَدْراً وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ***تُحَضَّرْ حِظَارَ الْقُدْسِ أَنْقَى مُغَسَّلاَ/
وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتِي***كَقَبْضٍ عَلَى جَمْرٍ فَتَنْجُو مِنَ الْبلاَ/
وَلَوْ أَنَّ عَيْناً سَاعَدتْ لتَوَكَّفَتْ***سَحَائِبُهَا بِالدَّمْعِ دِيماً وَهُطّلاَ/
وَلكِنَّها عَنْ قَسْوَةِ الْقَلْبِ قَحْطُهاَ***فَيَا ضَيْعَةَ الْأَعْمَارِ تَمْشِى سَبَهْلَلاَ/
بِنَفسِي مَنِ اسْتَهْدَىَ إلى اللهِ وَحْدَهُ***وَكانَ لَهُ الْقُرْآنُ شِرْباً وَمَغْسِلاَ/
وَطَابَتْ عَلَيْهِ أَرْضُهُ فَتفَتَّقَتْ***بِكُلِّ عَبِيرٍ حِينَ أَصْبَحَ مُخْضَلاَ/
فَطُوبى لَهُ وَالشَّوْقُ يَبْعَثُ هَمَّهُ***وَزَنْدُ الْأَسَى يَهْتَاجُ فِي الْقَلْبِ مُشْعِلاَ/
هُوَ المُجْتَبَى يَغْدُو عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ***قَرِيباً غَرِيباً مُسْتَمَالاً مُؤَمَّلاَ/
يَعُدُّ جَمِيعَ النَّاسِ مَوْلى لِأَنَّهُمْ***عَلَى مَا قَضَاهُ اللهُ يُجْرُونَ أَفْعُلاَ/
يَرَى نَفْسَهُ بِالذَّمِّ أَوْلَى لِأَنَّهَا***عَلَى المَجْدِ لَمْ تَلْعقْ مِنَ الصَّبْرِ وَالْأَلاَ/
وَقَدْ قِيلَ كُنْ كَالْكَلْبِ يُقْصِيهِ أَهْلُهُ***وَمَا يَأْتَلِى فِي نُصْحِهِمْ مُتَبَذِّلاَ/
لَعَلَّ إِلــهَ الْعَرْشِ يَا إِخْوَتِي يَقِي***جَمَاعَتَنَا كُلَّ المَكاَرِهِ هُوّلاَ/
وَيَجْعَلُنَا مِمَّنْ يَكُونُ كِتاَبُهُ***شَفِيعاً لَهُمْ إِذْ مَا نَسُوهُ فَيَمْحَلاَ/
وَبِاللهِ حَوْلِى وَاعْتِصَامِي وَقُوَّتِي***وَمَاليَ إِلاَّ سِتْرُهُ مُتَجَلِّلاَ/
فَيَا رَبِّ أَنْتَ اللهُ حَسْبي وَعُدَّتي***عَلَيْكَ اعْتِمَادِي ضَارِعاً مُتَوَكِّلاَ/.
- القسم: القراءات
- تحميــل
- المشاهدات:21529
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54