الشيخ الددو: الحج ارتبط بالسياسة منذ فرضه

قال فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو إن الحج ارتبط بالسياسة منذ فرضه في السنة التاسعة من الهجرة، مضيفا أن الحج هو أكبر مؤتمر يجمع المسلمين، يجتمع فيه قاصيهم ودانيهم ومشرقيُهم ومغربيُهم وعربيُهم وعجميُهم، يلتقون على كلمة سواء وهي كلمة التوحيد الموحدة لصفوف المسلمين جميعا.

وقال الشيخ خلال مقابلة له اليوم الثلاثاء 15/10/2013 مع قناة الجزيرة  الفضائية من  مشعر "منى" إن السياسة لا يمكن فصلها عن الحج بحال من الأحوال، ففيه نزلت سورة "براءه" وهي سورة مليئة بالأحكام السياسية.

 

 

موضحا أن السياسة نوعان، منها ما هو من الدين وهذا لا يُفصل عن الحج بحال من الأحوال؛ كالمواقف التي أمر الله بها، فقد قال الله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله} وكالكلام عن تحرير المسجد الأقصى وعن إنكار الإبادة الجماعية للشعب السوري، وغير ذلك من الامور التي هي موقف شرعي وهي في نفس الوقت موقف سياسي بحت.

ومنها ما هو سلبي مما يؤدي إلى الخلافات والنزاعات والفوضى بين المسلمين في أمور هم في غنى عنها؛ وهذا هو المحذور.

وهذا نص مقابلة الشيخ:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

الحج هو أكبر مؤتمر يجمع المسلمين، يجتمع فيه قاصيهم ودانيهم ومشرقيُهم ومغربيُهم وعربيُهم وعجميُهم، يلتقون على كلمة سواء وهي كلمة التوحيد الموحدة لصوف المسلمين جميعا.

والسياسة نوعان، منها ما هو من الدين وهذا لا يُفصل عن الحج بحال من الأحوال؛ كالمواقف التي أمر الله بها، فقد قال الله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا الإثم والعدوان واتقوا الله}   وكالكلام عن تحرير المسجد الأقصى وعن إنكار الإبادة الجماعية للشعب السوري، وغير ذلك من الامور التي هي موقف شرعي وهي في نفس الموقت موقف سياسي.

ومنها ما هو سلبي مما يؤدي إلى الخلافات والنزاع والفوضى بين المسلمين في أمور هم في غنى عنها؛ وهذا هو المحذور.

ولذلك فالحج ارتبط بالسياسة منذ فرضه، فقد فُرض الحج في العام التاسع من الهجرة، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق أميرا على الحج، فنزلت سورة "براءة" وكلها أحكام سياسية.

فأمر رسول الله علي بن أبي طالب رضي الله عنه  أن يبلغ عنه في الحج، فخرج في علي في أثر أبي بكر وبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المشاعر وفي عرفة وعند البيت الحرام.

وقد سئل علي رضي الله عنه بم بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يده فقال بأربعة أمور:

- الأمر الأول أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة

- والأمر الثاني أن لا يطوف بالبيت عُريان

- والامر الثالث من كان بينه وبين رسول الله عهد فعهده إلا مدته

- والامر الرابع ألا يحج بعد العام مشرك.

فكانت هذه أربعة أمور بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فبلغها عنه في الحج كله.  وهكذا فيما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقفه.

وعن سؤال حول دور الخطاب الديني المعتدل للتقريب بين المسلمين وتعزيز اللحمة بينهم قال الشيخ:

بالنسبة لهذا الخطاب هو الخطاب المؤصل الذي يقوم على الكتاب والسنة، وهذا الذي ليس لأحد أن يرده من المسلمين، فكل المسلمين يقتنعون أن هذا الدين الموحد لهم يقوم على الرضى بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالقرآن كتابا، فلا يختلفون على هذه الامور وإن اختلفوا فيما سوى ذلك من  التفصيلات والجزئيات.

فلذلك لا بد من التركيز على هذا الخطاب، ويركز عليه في المشاهد العامة كالحج وغيره.

وقد ذكرت تفريقا  بيّنه عبد الرحمن بن عوف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أراد أن يخطب في عرفه فبين للناس قضية السياسة والبيعة والاختيار.

 

فقال له عبد الرحمن إنه يغلِب عليك رعاع الناس وإنهم سيطيرون بكلامك كل مطار، ولن ينزلوه منازله، فترك هذا الكلام حتى ترد إلى المدينة فتخلوَ بالمهاجرين والأنصار، فحينئذ قل ما شئت فسينزلونه منازله، ففعل ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

الثلاثاء, 15 أكتوبر 2013 14:31
 

آخر تحديث للموقع:  الاثنين, 25 نوفمبر 2024 20:04 

رمضانيات

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 223 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow