فضيلة الشيخ الددو يحاضر بمنبر الجمعة ويسجل "وقفات مع سورة التوبة"

 

ألقى فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء ورئيس جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم ورئيس جامعة عبد الله بن ياسين محاضرة علمية هامة تحت عنوان: وقفات مع سورة التوبة بمنبر الجمعة في مسجد الذكر بتنسويلم مساء أمس الجمعة 21 جمادى الثانية 1433هـ الموافق: 11 مايو 2012.

وقد جرت المحاضرة وسط حضور جماهيري كبير غصت به جوانب المسجد وامتلأت به الساحات المحيطة به، حيث توافد الحضور من الساعات الأولى من المساء، وتوالى قدومهم حتى قبيل المغرب، إذ اكتظ داخل المسجد والساحات الموالية له، قبل أن يلجأ الجمهور إلى بعض الحيطان المجاورة، لينتظموا في جلوسهم متعطشين لحضور الشيخ والاستماع لما سيلقيه على آذانهم من العلم الشرعي، وتحرى الحضور حتى أمن على دعاء الشيخ في نهاية المحاضرة التي استمرت حتى دخول وقت المغرب.

وقد استأنف فضيلة الشيخ حديثه بالتذكير بمنزلة القرآن الكريم بين الكتب السماوية السابقة له، مؤكدا أنه تميز بكونه لم ينزل مرة واحدة واحدة؛ وإنما نزل منجما حسب الوقائع وحاجات الناس، وذلك لحكم بالغة أراد الله جل شأنه أن يثبت بها النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنين، حتى يطمئنوا مرة بعد أخرى بمعية الله لهم، وتشريعه ما يصلح أحوالهم ويحقق التمكين لدينه في الأرض، معرجا على أصناف الناس من الصراع بين الحق والباطل، ثم تعرض الشيخ لابتلاء الله للمؤمنين، مستعرضا مختلف النكبات التي تعترض السائرين على منهج الله الخالد، مبينا أن التعرض لها دلالة على السير في طريق المصلحين عبر التاريخ من لدن آدم إلى يومنا هذا، مؤكدا على بركة النكبات التي يختص الله بها من ارتضاهم لخدمة دينه.

وصنف فضيلة الشيخ تلك النكبات إلى قسمين كبيرين هما الخوف ونقص الثقة؛ وسرد في كل جزء القضايا المتعلقة به؛ حيث أكد أن الخوف يشمل الخوف من أعداء الله وخططهم وصولتهم المضمحلة عما قريب، كما يشمل الخوف على المصالح مذكرا بقوله تعالى في هذه السورة: "وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله" ومنه الخوف من التشويه الذي قد يأتي في صورة من الحرص على بذل النصح وتقديم الحكمة في سبيل التبرم من تبعات سلوك طريق الحق.

ونبه فضيلة الشيخ إلى أن الخوف يمتد أيضا ليشمل الخوف من التكاليف بقصرها على الحفاظ على النفس وحراسة المال، وهما قد اشتراهما الله تعالى من المؤمنين مقابل جنة عرضها السماوات والأرض، مذكرا بانقسام الناس حيال البيعة مع الله إلى صادقين ومنافقين، وهو النفاق العملي الذي يصدق على كل من لم يف بالبيعة مع الله عز وجل، ومن الخوف أيضا الخوف من المجهول، وهنا أورد الشيخ قصة بني إسرائيل الواردة في سورة المائدة حين قالوا لموسى: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون" وتفادي هذا الخوف يقتضي من المسلم ضرورة التأقلم مع تطور الأمم والحضارة ومواكبة سرعة الاكتشاف التكنولوجي للسير بمستوى التغيير المتصاعد في هذا العصر، أما نقص الثقة فيضم نقص الثقة في النفس الذي يؤدي إلى الاعتذار بالانشغال وتكاثر هموم الحياة ثم نقص الثقة في العاملين الذي ينتج عن بعض أمراض النفس وضعف البصيرة والقياس على التجارب الفاشلة، ومنه عدم الثقة في القيادة وفي المستقبل بتوقع تراجع الأمور وتفاقم الوضع؛ وهذا هو ظن السوء المنهي عنه في الآية الكريمة، حيث سرد الشيخ العديد من النصوص الشرعية المؤكدة للتمكين للدين وصيرروة الأمور لصالح الإسلام وناصريه، ثم انتقل الشيخ إلى عدم الثقة في المنهج بسبب التخبط بين مناهج البشر المتناقضة، ومتوقفا مع بعض آثار التخلف عن منهج الحق وتكاليفه، مستدلا ببعض القضايا التي تستحق التوقف من الأحداث التي جرت على هامش غزوة تبوك التي فضحت المنافقين وأعذارهم في التراجع والتخلف عن نصرة دين الإسلام.

للمتابعة اضغط هنا:

السبت, 12 مايو 2012 10:36
 

آخر تحديث للموقع:  الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54 

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 32 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow