أسئلة و مراجعات 2
• تتناول هذه الحلقة الأسئلة والمراجعات التي ترد على البرنامج، فبعد كل ثلاثة مواضيع يتم نتاولها في البرنامج يُخصص المحاور حلقتين للأسئلة والمراجعات التي ترد على بريد البرنامج، يناقش فيها مع الشيخ الأسئلة والاستشكالات الواردة على المواضيع الثلاثة الأخيرة قبلها، وحلقة اليوم أسئلة ومراجعات 2، تناولت الإجابة على الأسئلة التالية:
• هناك بعض الاستشكالات منها ما يتعلق بقانون الجذب، وفيه مسألتان: نص لابن القيم في تحفة المودود يقول فيه: " وقد استشكل هذا من لم يفهمه وليس بحمد الله مشكلا، فإن مسبب الأسباب .."، واحتج بحديث: الشيخ الذي أصابته الحمى.. لما قال صلى الله عليه وسلم: " الحمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور قال فنعم إذن، وكذلك حديث السائب لما قال النبي صلى الله عليه وسلم غيروا اسمه فغلبوه فسموه السائب فذهب عقله، ثم قال: " ورأيت وبلغني كثير من اخبار المتمنين إن أصابتهم أمانيهم، فكأن هذا يؤكد ما نحن فيه من قانون الجذب، فكأن الإنسان إذا تمنى أمرا وشغل نفسه به أوشك أن يقع عليه ؟؟.
• أولا بالنسبة للشيخ الكبير إنما أصابه ما أصابه بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال فنعم إذن ولم يكن مؤدبا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك دعا عليه كما حصل لبسر بن راع العير لما رآه يأكل بشماله فقال له كل بيمينك فقال: لا أستطيع، فقال: لا استطعت فما رفع يمينه بعد إلى فيه، فهذا لا شأن له فيما نحن فيه لأنه دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن يقال: هل يستحق هذا الشيخ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يقال نعم لأنه ساء الأدب فكانت عقوبته عجلت له.
• وحديث السائب؟؟.
• الكثير من الصحابة سموا بالسائب ولم يقع لهم هذا، فمنهم السائب بن عثمان بن مظعون وقد شهد بدرا وشهد المشاهد كلها وهو من خيرة الصحابة وفقهائهم فما ضاع عقله، ومنهم أشخاص من بني عبد الدار كل منهم إسمه السائب، وفي بني أسد عدد ممن اسمه السائب، وبني المطلب فيهم السائب جد الإمام الشافعي..
• سؤال: ذكرتم أن الإنسان عليه أن يبذل وسعه في أخذ الأسباب، كيف له أن يعرف أنه بذل وسعه إذا لم تكن النتائج حكَماً؟؟، وإذا استطاع الإنسان أن يعرف ذلك في نفسه وفي الآخرين؟؟.
• يعرفه كما يعرفه في صلاته، فلا يمكن أن يعرف هل صلاته مقبولة؟، وهذا هو المقصود فالخالق هو الله ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فعليك أن تأخذ بالأسباب وعليك أن تبذلها ولا يحل لك تركها، لكن النتائج قد لا تترتب على الأسباب بالضرورة، فلذلك على المرء أن يسعى ويبذل جهده، وليس عليه أن يساعفه الدهر، ومن سنة الله أن الإنسان إذا بذل جهده ولم يقع فيه إشكال يصل إلى النتيجة. ونذكر هنا قصة ابن زريق البغداي لما ذهب إلى الأندلس لمدح الأمير الأموي وكان له محبوبة يحب أن يتزوج بها وسمع بأحد الأمراء الذين عرفوا بالجود في الأندلس فسافر من بغداد إلى الأندلس فمدحه بقصيدة فلم يعطه إلا دريهمات قليلة جدا لا تسمن ولا تغني من جوع، فأسف على سفره أسفا شديدا، وذهب إلى شاطئ النهر وكتب قصيدته العينية المشهورة التي يقول فيها:
• لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ*** قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ.
• جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ *** مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ.
• فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً*** مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ.
• قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ *** فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ.
• يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ *** مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ.
• ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ *** رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ.
• كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ *** مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ.
• إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً *** وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ.
• تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه *** للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ.
• وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ *** رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ.
• قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ *** لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ.
• لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى*** مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ.
• وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت *** بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ.
• وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه *** إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ.
• اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً *** بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ.
• وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي*** صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ.
• وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً*** وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ.
• لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ*** عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ... إلخ. ومات ابن زريق ولم يحصل على أمنيته.
• ومما يستشهد به هنا في عدم ارتباط الأسباب بالنتائج أن نوحا مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وليس لديه خلل في الأسباب ولم ينجح في صدهم عن ما يعبدون، وقد نوّع لهم في الدعوة وأخذ بكل الوسائل كما في الآية: " قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) (نوح).
• الرضا بالقضاء؟ .
• الرضا بالقضاء مرحلتان: إحداهما الرضا بالقضاء والرضا بالمقضي؛ فيجب الرضا بالقضاء، وإذا كان المقضيُّ غير موافق لرضا الله لا يحل الرضا به.
• ما المقصود بقوله تعالى: " وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ"؟؟.
• بين الله سبحانه وتعالى أن ما يكتبه الله سبحانه وتعالى للإنسان في اللوح المحفوظ ومع الجنين في بطن أمه من عمره وأجله ورزقه كله مشروط بشروط وانتفاء الموانع فلا يزاد فيه إلا بعلم الله ولا ينقص فيه إلا بعلم الله.
• سائل يقول أن الشيخ ذكر في حلقات الديمقراطية أن الخروج في المظاهرات جائز، وأنها ليست من الخروج على الحاكم، لكن يقول ماذا نصنع إذا كان هذا الخروج في المظاهرات يؤدي إلى القمع ووقوع الأذى البليغ على المنكرين؟؟، ألا يقال حينئذ بمنعها من باب إذا تعارضت مفسدتان روعيّ أعظمهما ضررا؟؟.
• بالنسبة لأعظمها ضررا هو بقاء الفساد، مثلا بقاء الفساد في سوريا على ما هو عليه قطعا أعظم مما يتعرض له المتظاهرون وإنما وقفوا بانتظام ولم يعتدوا على الممتلكات وإنما وقفوا للمطالبة بحقهم، وقد ذكرنا أن الكثير من السلف كان لهم بعض المطالبات بالحقوق، وليس هذا من الاقتداء بالغرب كما يتوهمه بعض المشايخ، فلإمام مالك وأنس أضربا عن التدريس حتى يقتل الرجل، قال: والله لا أتكلم في العلم حتى يقتل، ومعاذ بن جبل قال والله لا أنزل حتى يقتل، وهذا من المطالبة بالحق وإيصاله إلى ذويه وهو مطلب مشروع، والوسائل التي يتحقق بها ليست منقولة عن الغرب بل كانت في تارخنا الإسلامي ولدى سلفنا الصالح.
* في هذه الحلقة العديد من الأسئلة والفتاوي المتنوعة اخترنا منها التلخيص السابق، لذلك ندعوكم لمتابعة الحلقة كاملة لتتم الاستفادة.
- القسم: مفاهيم 3
- تحميــل
- المشاهدات:5684
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54