القضاء والقدر 2


• بدأ المُحاور في حلقته الثانية مع الشيخ في موضوع القضاء والقدر من حيث انتهى الحديث في الحلقة الماضية عند طرحه لسؤال الجبر والاختيار في أفعال الإنسان؛ هل الإنسان مخير أو مسير؟، وإذا كان علم الله عز وجل محيطا بكل هذه التفاصيل وبما سيكون عليه الإنسان، هل سيخرج الإنسان عن علم الله عز وجل؟؟. وإذا كان لم يخرج عن علمه فكيف سيحاسب؟؟. • الله سبحانه وتعالى هو الخالق لهذا الكون بأمره وإرادته والكون كله لا يخرج عن أمره وحله، والحرية المطلقة مستحيلة في كل شيء فلا يظن ظان أنه إذا قلنا أن الإنسان مخير فمعنى ذلك أنه حر حرية مطلقة، بل المقصود بحرية الإنسان أنه يفعل ويثبت الفعل له، وأن له إرادة وقدرة يفعل بها، ولا بد أن نفهم وجه الخلاف فالمذاهب كلها ما عدى القدرية تتفق على أن الإنسان سائر وفق علم الله السابق وإرادته السابقة التي هي المشيئة. • الفرق بين مذهب أهل السنة والمذهبين الآخرين - الجبرية والقدرية – أن الأخيرين يجعلان الإنسان مسلوبا من إرادته وقدرته؛ فالجبرية ينفون عنه الإرادة والقدرة بتاتا، والأشعري يثبت له القدرة لكنه لا يقدر بها، ويثبت له الإرادة لكنه لا يريد بها. ومذهب أهل السنة أن للإنسان جانب من الحرية لا يتجاوز حده ولا يعتدي على حقوق الإلهية والثواب والعقاب متعلق بما كان في حدود حريته وقدرته. • القدر والعمل؟؟ ، إذا كانت الأقدار مكتوبة فلما يفعل الإنسان إذا كان أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار مسبقا؟؟. • بالنسبة للعمل فلا يستطيع الإنسان أن يتركه، فإذا كنت من أهل الجنة فلن تترك عمل أهل الجنة، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال فقال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له"، وينبغي أن نفهمه على حقيقته فليس معناه الإكراه، ولذلك فلا بد من أن نقول أن الأسباب من الشرع وأن النتائج من القدر، فنحن مكلفون بالأسباب ولسنا مكلفون بالوصول إلى النتائج، فعلى المرء أن يسعى ويبذل جهده وليس عليه أن يساعده الدهر. • ما هي حقيقة العلاقة بين السبب والمسبب؟؟. • الله تعالى ربط المسببات بأسبابها فإذا أراد أمرا قدر له أسبابا تأتي تلك الأسباب ومن النادر أن ياتي الأمر خارقا لتلك الأسباب والعادة وخوارق العادات هي النوادر، والأصل أن تسير الأمور وفق العادة. فهذه الأسباب لها تأثير لكنه مشروط بمشيئة الله، والتوكل على الأسباب كليا شرك بالله، وأن تتركها كليا معصية، فأنت مأمور بإعمال الأسباب ولست مأمورا بالوصول إلى النتائج. • الأسباب أداؤها ومعيارها هو أمر الله جل جلاله؛ الأمر التشريعي وليس الأمر القدري، فإذا كان الإنسان أدى ما عليه وتوضأ فأحسن الوضوء وحضر من أول الوقت وصلى في الوقت وخشع في صلاته وأداها على وفق ما أراد، فالأصل قبول هذا العمل لأنه بذل الجهد فيه وأداه على وفق مراد الله والله لا يظلمه، لكن إذا فرط وقصر حينئذ لن يقبل الله هذا العمل. • كيف نوفق بين القدر المكتوب والمثبت وبين ما صحت به النصوص من التغيير في الحوادث، مثل: يمحو الله ما يريد ويثبت..، ويؤخركم إلى أجل مسمى،.. من سره أن يبسط له في رزقه..، كيف يكون هذا متفقا مع القدر المكتوب؟؟. • الجواب أننا ذكرنا أن القدر ليس مرتبة واحدة، إنما هو مراتب، فالكتابة السابقة التي عند الله لا محو فيها ولا تبديل لكن بالنسبة للكتابة في اللوح المحفوظ الذي يطلع عليه الملائكة المدبرة لشؤون الكون فما كتب فيه مشروط بشروط وانتفاء موانع، والذي يكتبه الملك مع الجنين في بطن أمه مشروط بشروط وانتفاء الموانع؛ فإذا وصل رحمه زيد في عمره كذا، إذا تصدق زيد في رزقه بكذا، والملك لا يعلم هل سيتصدق أم لا، لكن يعلم هل يُكتب شقي أم سعيد . • بالنسبة للذي يرفع إلى الله هو العمل الصالح وما كان من اللغو قيل لا يكتب أصلا وقيل يُكتب ثم ينبذ في البحار. • هل أم الكتاب هي اللوح المحفوظ؟؟ • لا فأم الكتاب هي الصحف التي عند الله فوق عرشه، واللوح المحفوظ هو الذي يكتب الله فيه هذه الأمور فيطلع عليها الملائكة. • هل تتنقل ليلة القدر؟؟. • نعم ليلة القدر تتنقل لكن الراجح أن تنقلها مقصور على العشر الأواخر من رمضان لأن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن الذي تطلبه أمامك، فهي في العشر الأواخر وترا وشفعا، لكن أكثر ما تكون في الوتر، وإذا كان الشهر كاملا فكل ليالي الشهر وتر.



آخر تحديث للموقع:  الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54 

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 67 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow