تدبر القرآن الكريم2
تتحدث حلقة اليوم عن : " تدبر كتاب الله عز وجل" ( الجزء الثاني) وهي الحلقة الثانية من برنامج مفاهيم3 وموضوعها تكملة لموضوع الحلقة السابقة. بدأ الشيخ حديثه بالإجابة على سؤال المحاور عن التدبر الذاتي؛ هل يسوغ للإنسان أن ينطلق من تدبره للقرآن من واقعه وخبرته دون أن يرجع إلى كتاب تفسير أو كلام أئمة فيتدبر فقط من ذاته هو ويفهم؟؟ تلخصت إجابة الشيخ عن هذا السؤال في أن الفهم الذاتي هو ما كان عليه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فلم يكونوا يرجعون إلى تفاسير أو ولا إلى كتب مكتوبة ولا إلى معاجم لأنهم كانوا أهل اللسان العربي على وجه السليقة فمن وصل إلى هذا المستوى من فهم اللغة العربية أو كان من الناطقين بالعربية أو من الذين يفهمونها ويستوعبونها ويعرفون الفرق بين عبارتها وإشارتها ويفهمون دلالاتها وما وراء الألفاظ من الكنايات ويميزون بين التحقيقية والتخييرية فهؤلاء يصح لديهم التدبر الذاتي.. وسياقات القرآن تختلف درجة فهمها وهي على أربعة أنواع: النوع الأول ما يفهمه كل الناطقين بالعربية مثل قوله تعالي: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ" فهذا لا إشكال في فهمه لكل الناطقين بالعربية. والنوع الثاني ما كان من غريب اللغة كقوله تعالى: "وفاكهة وأبا" وكقوله: " كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة" فهذا يحتاج إلى معرفة مفردات ويرجع فيه إلى معاجم اللغة العربية. والنوع الثالث: ما كان مما يحتاج إلى استخراج الأحكام الشرعية وهذا يحتاج على وسائل المجتهد لاستخراج الأحكام مثل العلم بأصول الفقه ودلالات الألفاظ.. والنوع الرابع وهو الأخير: ما كان من مشكل القرآن وهو المجمل والمتشابه وهو يحتاج إلى الرسوخ في العلم - أحكام القرآن من حيث أوامرها ونواهيها تنقسم إلى أربعة أقسام: - قسم منها موجه إلى الفرد ويستطيع .. إقامته بخاصة نفسه كصلاته وطهارته وصيامه. - القسم الثاني موجه إلى الأسرة؛ كأحكام النكاح والنفقة وتربية الأولاد... - القسم الثالث: موجه إلى المجتمع كالضيافة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآداب الطريق ونحو ذلك. - القسم الرابع: ما هو موجه إلى ذي السلطان كجهاد العدو والعدل بين الناس واستخراج خيرات الأرض ونحو ذلك مما لا يصلح للأفراد. والتدبر مطلوب من الجميع لكن الذين يرجون الفتوحات الإلهية بما لم يصل إليه من سواهم هم أولئك الذين أقبلوا على الله بكليتهم وصدقوا مع الله في توجههم . - أقفال القلوب التي تمنعها من الوصول إلى الحق أنواع: منها المعاصي مطلقا فكل معصية لله هي ظلمة في القلب ولذلك قال بن عباس: إن للمعصية ظلمة في القلب وظلمة في الوجه ووهنا في الجوارح وبغضة في الناس وضيقا في الرزق؛ فهذه الخمسة من لوازم المعصية. - وكذلك من الأقفال: التكبر، فهو يمنع الإنسان من قبول الحق. - وكذلك فساد الفطرة من التقليد فهو يمنع الإنسان من الوصول على الحق، ويدخل في هذا التقليد العاطفة *- أما الشق الثاني من التدبر فهو التدبر بالمنقول فما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من التفسير النبوي هل هو حد يوقف عنده ولا يتجاوز بحيث يقال إن معنى الآية هو هذا المحصور فيما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ الجواب: يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أن تفسير السلف هو تفهيم؛ كمن قال لك ما الخبز؟ فرفعت له الخبز فإنه سيفهم معنى الخبز، لكن معنى هذا أن ما في علم الله من الخبز محصور فيما رفعت وهذا يشمل حتى كلام النبي صلى الله عليه وسلم . وخلاصة ذلك أن تفسير السلف يدل على المعنى الأعم لكن لا ينحصر فيه التفسير. تزخر هذه الحلقة بالكثير من أحكام التفسير وطرقه وأنواع التدبر في القرآن الكريم بالإضافة إلى أسباب النزول والعبر من ذلك وإبراز سياقات القرآن المتعددة ومنهجية التعامل مع تلك السياقات القرآنية. ندعوكم لمتابعة هذه الحلقة للإطلاع على الكثير من الأحكام والعبر المستنبطة من تدبر كتاب الله عز وجل .
- القسم: مفاهيم 3
- تحميــل
- المشاهدات:3919
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54