الكلام على ادعاء بعض الأحياء للقاء الأموات |
ما تعليقكم على من يدعي لقاء الموتى ومعرفة أهل الجنة منهم من أهل النار ونحو ذلك؟ أن حال الأموات وراء البرزخ الذي هو دونهم إلى يوم القيامة هو من الغيوب التي لا نطلع عليها إلا بوحي، قد يطلع الإنسان بتخييل أو نحوه أو بسماع في بعض الأحيان لتعذيب الأموات في قبورهم لكن قد ينقطع عنهم ذلك فينعمون أيضا فهذا من الأمور التي لا تقتضي قطعا، فقد كان أصحاب النبي (ص) عنده ذات ليلة فسمعوا أصواتا مروعة فقال: تلك يهود تعذب في قبورها، فبين لهم أن هذا عذاب القبر عذاب بني قريظة الذين قتلهم رسول الله (ص) فهم يعذبون في قبورهم فسمع أصحابه أصواتهم، وهذا غيب كشفه الله لهم في ذلك الوقت ليزدادوا خشية لله وتوكلا عليه، وكذلك فإن ابن عمر خرج في سفر في عهد النبي (ص) وحده فمر على قبر فخرج له صاحبه من قبره يقول: يا عبد الله اسقني، فيقول: ما عرفت هل عرف اسمي أو هي كلمة تقولها العرب، فخرج في أثره شيء فجره بعنف وقال: يا عبد الله لا تسقه، فحم عبد الله أي أصابته حمى النافض وهي حمى شديدة فنهى رسول الله (ص) عن الوحدة في السفر بسبب ذلك، وقد بين النبي (ص) بعض أحوال أهل القبور في قبورهم، فهو يسمع منها ما لا نسمعه نحن ويراه، فيرى عذاب القبر ويرى نعيمه لكن ذلك بالوحي كما صح عنه في الصحيحين أنه مر بقبرين جديدين فقال: أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، وكذلك فإنه قال: إن هذه القبور مظلمة على أهلها وإن الله ينورها بصلاتي ودعائي، وقد أخبر بمواضع الفتن وبغير ذلك من الأمور المتعلقة بعذاب القبر، فكل ذلك عن طريق الوحي، فلذلك لا يستطيع إنسان أن يدعي ذلك إلا إذا كان سمع أصواتا من باب التخييل كما حصل للصحابة، فيدل ذلك على أن ذلك الوقت يمكن أن يكون الصوت الصادر فيه من عذاب القبر ثم يزول، فعذاب القبر ليس عذابا دائما مثل عذاب الآخرة، ليس مثل عذاب الكفار في النار بل ينقطع، قد يعذب الإنسان للحظات ثم ينقطع عنه ذلك، وعذاب القبر من مكفرات الذنوب فهو معدود في مكفرات الذنوب، لأن الإنسان إذا كان يستحق عذابا في مقابل ذنب من الذنوب فعجل له عذابه في القبر يبعث يوم القيامة وليس عليه ذلك الذنب فيستحق الجنة دون عقاب، وقد عده العلامة سيد عبد الله بن الحاج ابراهيم في مكفرات الذنوب وعده بعض أهل العلم قبله كذلك. |
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54