حكم التوسل

 

لقد قدمت لأحد المشايخ طلبا لطريقته فأعطانيها مصحوبة بشروط منها الأخذ بالجد و العهد والكتمان وألا أخل بالشرط وبالتوحيد و بالفرائض وأنا أجهل العلم فبقيت بذالك على الطريق وخدمة الشيخ حتى توفي فتعودت الزيارة بالوقار والدعاء و بعد ذالك أتوسل إلى الله بأعماله الصالحة كما كنت أتوسل به حيا لاكتساب المنافع وإزالة الأضرار فهل هذا من السنة أو من الشرك أعاذنا الله؟

إن هذه النصائح التي نصحه بها الشيخ لا غبار عليها فعلى الإنسان أن يأخذ بالجد وأن يفي بالعهد وكذالك أن لا يخل بالتوحيد ولا بالفرائض و أن يتعلم العلم فهذه النصائح تجب على الشيخ أن ينصح بها ويجب أيضا على المنصوح أن ينصح بها دائما فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين و عامتهم» وبالنسبة لما ذكره أنه يجهل العلم فإن مجرد الأذكار التي يؤديها لا تغني عن طلب العلم بل يلزم الإنسان أن يتعلم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لعل ما يفعله أصلا مخالف لما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم فليبحث عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وليعمل به وليجعله حكما على كل ما سواه فإن كان ما أمر به الشيخ أو غيره موافقا لما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم فليعمل به الإنسان

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمره به وإن كان مخالفا لشيء جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فليرده على صاحبه كائنا من كان ولا يستحيي أن يرد على أحد شيئا خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حتى لو كان والدا أو شيخا أو كبيرا فلا يمكن أن تأخذ خلاف ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم من عند أي أحد. بالنسبة لما يفعله هذا الشخص بعد موت الشيخ المذكور من الزيارة فإن زيارة القبور مندوبة عموما للمسلمين لتذكر الآخرة لكنها لا ينتفع بها المزور ولا يدركها ولا يحس بها أصلا ولا يسمع شيئا مما يقوله الزائر ولا يمكن أن ينفعه بأي شيء لا يرفع عنه ضررا ولا يجلب له نفعا وليس بينهما أية علاقة وإنما تتعظ بعظامه التي تأكلها الأرض وتتعظ بأسراره و أمواله التي صارت ملكا لغيره وتتعظ بأهله الذين كانوا يظنون أنه ينفعهم ويقوم بأمورهم وقد ذهب عنهم فلم يضرهم شيئا فهذا الذي يحصل لك من زيارة أي قبر من القبور وزيارة القبور سواء كان أصحابها أهل إيمان أو أهل كفر أو أهل صلاح أو أهل فسق أو تعرفهم أو لا تعرفهم تؤدي إلى هذا التذكر تذكر الآخرة و هذا المطلوب منها وأما الأموات فإنما ينتفعون في قبورهم بالدعاء أن تدعوا لهم وإذا دعوت لهم سواء كنت عندهم عند قبورهم أو خارجها هم لا يسمعون لكنهم ينتفعون ولا فرق فالدعاء يصل سواء كان من قريب أو من بعيد في الليل و في النهار في أي مكان كنت.أما الزيارة البدعية التي يفعلها الناس للذهاب إلى القبور والكلام عندها و التردد عليها والوقوف على الأجداث بل ورفع الحوائج إليها فهذا لا شك من الشرك البين وكذالك من هذا التوسل بأعمال الأشخاص الآخرين فهذا لا يحل لك فإنما يحل لك أن تتوسل بأعمالك أنت لأنك إنما تسأل الله بشيء قدمته أنت لأنك لا يمكن أن تتوسل إليه بعمل شخص آخر يستحقه ذالك الشخص فإنما يوفي العامل أجره فكل إنسان يمكن أن يتوسل بعمل عمله هو أخلص فيه لله لكن لا يمكن أن يتوسل بعمل شخص آخر أبدا فهذا الأخ عليه أن يتوب إلى الله مما مضى وأن يترك التوسل بأعمال أشخاص آخرين لم يعملها هو و أن يحافظ على الجد و العهد كما أمر وعلى التوحيد والفرائض وأن يتعلم العلم فهذا خير له وهذا الذي يلتزم به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (و عموما فإن التوسل صريح في الفقه و ليس في العقائد)

 

 

 

 

 

آخر تحديث للموقع:  الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54 

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 59 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow