استخدام وسائل التقنية الحديثة أثناء أداء مناسك الحج
• الشيخ الدّدو لقناة الجزيرة: (لا حرج في استخدام وسائل التقنية الحديثة فيما هو نافع للحاج ومعين له على اداء نسكه دون إسراف ).
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين ، اما بعد فإن هذه الوسائل هي من نعم الله سبحانه وتعالى التي انعم بها على عباده ؛فإذا صرفوها فيما يرضيه وما يقرب اليه كانت عونا على الطاعة ، ولا ينبغي الاسراف فيه وتجاوز الحد ، لكن لا حرج في استعمالها فيما هو نافع ومعين للحاج على اداء نسكه وفي تحديد اوقاته وفي تحديد السير وعلاماته وغير ذلك مما ينظم شؤون الحياة ؛ فهي امور يحتاج الناس اليها ومن نعمة الله ان أنعم بها في هذا الوقت الذي كثر فيه الناس وكثرت فيه وسائل الاتصال وكثرت فيه وسائل النقل واستطاع كثير من الناس الحج ؛ ففي اوقات مضت لم يكن هذا الكم من الناس يستطيع الوصول إلى المناسك والمشاعر ولا أداءها في وقت واحد ، فلذلك احتيج إلى هذه الوسائل في التواصل بين الحجيج ؛ففي السنوات الماضية كنا نشاهد ضياع كثير من الضعفة الذين ليس لهم من يرعاهم ، وبعضهم لا يؤدي نسكه أصلا فلا يقف بعرفة . واليوم بحمد الله اصبح من الممكن الوصول إلى كل انسان في مكانه الذي هو فيه ان استغل هذه الوسائل لذلك بالصوت والصورة.
• كيف تستفيد الأمة من اجتماع كهذا ..أكثر من مليوني حاج في موسم مهيب؟
الشيخ حفظه الله: الحج هو مؤتمر الأمة السنوي الكبيرُ الذي افترضه الله سبحانه وتعالى وجعله ركنا من أركان الإسلام يجتمع فيه قاصي المسلمين ودانِيهم ، ومشرقيُّهم ومغربيُّهم ، وعربيهم وعجميهم يلبسون زيا موحدا ويلهجون بذكر موحد ، ويسلكون هذه المسالك التي سلكها أنبياء الله من قبل وسلكها أبونا إبراهيم عليه السلام وأحياها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " خذوا عني مناسككم " فأثر الحج لذلك عظيم من عدة وجوه :
- الوجه الأول : أنه يكفر سيئات الحاضرين ويغير حياتهم وسلوكهم فالأمة محتاجة إلى أن يكون فيها عدد من المغفور لهم ترجى دعواتهم وتستجاب ، وهي محتاجة إلى تغيير السلوك فهو بمثابة تغيير الدماء كما إذا أخذ الدم من الإنسان واعيد إليه من جديد بالتغذية
- كما أن من فوائد الحج أن فيه اطلاعا على أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهذا أمر تشاركون فيه انتم رجال الإعلام وفرسان الأقلام، ولكن ليس من رءا كمن سمع فنحن الآن نلتقي أناسا قدموا من بورما وناسا جاءوا من اليمن وناسا جاءوا من اماكن شتى كلها فيها جراح للمسلمين نابضة ، والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها مطالبون بالشعور بآلام إخوانهم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه " ويقول صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".. فلا يمكن أن يقع ذلك إلا بهذا التعارف في هذا المؤتمر ..وإذا رجعوا بإذن الله سيرجع كل واحد منهم بما رءا وسمع وينقله نقلا مباشرا ويؤدي ذلك إلى زيادة الأخوة بين المسلين وتقوية الترابط بينهم.
- القسم: الفتاوي
- تحميــل
- المشاهدات:20810
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54