خطبة عرفة 1432
تعرض الشيخ في خطبته ليوم عرفة هذا العام إلى منة الله على الحجاج أن سمح لهم بالمشاركة في موسم الحج في وادي عرفة المبارك، وحث الشيخ الحجاج على استشعارهم بتأدية المناسك في هذا الزمان والمكان الشريفين تجديد العهد الذي أخذه الله عليهم وهم في عالم الذر بعبادته، وذكّر الشيخ بفضل يوم عرفة والحج؛ متوقفا مع الحجات التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذاكرا هديه عليه الصلوات والسلام في تأدية مناسك وشعائر الحج من بداية المناسك إلى نهايتها، من خلال رصد مفصل لأعماله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع التي علم فيها الناس مناسكهم؛ حسبما نقل أصحابه الكرام الذين شهدوها معه، مركزا على ما ينبغي أن يقوم به الحاج في يوم الحج الأكبر من وقوف بعرفة وتضرع إلى الله بالذكر والدعاء مع مصاحبة التلبية واستحضار فضل الزمان والمكان، وقارن الشيخ بين ما كان يفعله المشركون خلال تأديتهم حجهم السنوي وبين الهدي النبوي الذي شرعه الله تعالى للأمة، كما سرد مختلف الروايات الواردة في ذلك الحج، مرجحا منها الرواية الصحيحة التي ينبغي أن يلتزم بها المسلم، والتي من وفق للالتزام بها كان حجه مبرور، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. والحج المبرور يعرف عند العلماء بثلاث علامات: • أن يكون زاد الحاج من حلال وراحلته من حلال؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. • أن يوفق الحاج لأدائه وفق ما شرعه الله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم. • أن يتغير حال الإنسان بعد الحج، بأن يستطيع بعد الحج زجر نفسه عن المعاصي، وأداء مختلف الحقوق والواجبات التي عليه، وغير ذلك مما يدل على استقامته على الشرع الحنيف. وأما غير ذلك فإن الله لا يتقبله (إنما يتقبل الله من المتقين). وعرج الشيخ على ذكر المقصد من أداء هذه الشعائر؛ وهو ذكر الله تعالى، منوها إلى ضرورة أن يتذكر الحاج بلباس الإحرام كفنه؛ وأن يستشعر باجتماع الناس للحج الحشر الأكبر والعرض على الله، معددا بشكل مفصل مختلف مواقف يوم القيامة بدء ببعث الناس من قبورهم إلى أن ينتهي كل منهم إلى مصيره إما إلى جنة أو نار، فالذين من الله عليهم بالجنة يكبرونه فيها ويهللون، ثم يرضى الله عنهم رضاه الأكبر، ويذبح الموت وينادى على الفريقين خلود فلا موت. وفي الخطبة الثانية ذكر الشيخ بأهمية التمسك بالعروة الوثقى، واستغلال فرصة الحج لمحاسبة النفس، وتأدية حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالالتزام بهديه والدعوة بدعوته، والحذر من مخالفته وما يترتب عليها من فتن، باستحضار شهادته عليه الصلوات والسلام على الأمة يوم القيامة، والخوف من الابتداع أو إعانة الظلمة، واللذان يمنعان المسلم ورود حوضه صلى الله عليه وسلم، وحث الشيخ على الصبر في الحياة والتهيؤ للموت والاستعداد له، وفي الختام وبعد الصلاة على النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وحمد الله بما هو له أهل دعا الشيخ بالحج المبرور لكل الحاضرين، وبحصولهم على كل خير في الدنيا والآخرة، وتحقيق سؤلهم، وقبولهم، وردهم إلى أهلهم سالمين. وأوصى الشيخ جميع الحجاج بالوقوف كل في مكانه والحذر من الاختلاط، والبقاء على وضوء حتى مغرب الشمس والإقبال على الله والإكثار من التهليل والتسبيح والدعاء، وتذكر البلاد وأهلها وما يعانون من الجفاف والقحط بالدعاء لهم.
- القسم: فقه الحج
- تحميــل
- المشاهدات:6481