الأقصى فى خطر ـ خطبة جمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة ألقاها فضيلة الشيخ – حفظه الله- في جمعة الأقصى (18- 10 – 2014) وجاء فيها:
• أن المسجد الأقصى هو قبلة المسلمين ، وهو مسرى رسول الله ومعراجه إلى السماء ، ومنه أعلن الله إمامته على الأنبياء تشريفا وتكريما له من ربه جل جلاله .
• لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إيذانا بتعظيم هذه الأمة وتعظيم هذا النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ..وفيها ما يدل على أن باب السماء مقابل للمسجد الأقصى وأنه أقرب أماكن الأرض إلى السماء .
• شرف الله المسجد الأقصى في قوله : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " فمجّده بهذا الوصف : "الذي باركنا حوله " وقد امر الله خليله إبراهيم عليه السلام ببنائه فبناه بعد الكعبة بأربعين عاما ، وبناه بعده أنبياء الله ، حتى فُتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
• وفتحه المسلمون في أيام امير المؤمنين عمر بن الخطاب ..ثم بناه عمر فجعل الصخرة خلف المصلين وبنى المسجد أمامها في مكانه الذي هو فيه الآن وهو الجامع القبلي جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
• إن هذا المسجد المبارك .. يدنسه الصهاينة اليوم .. وقد احتله الصليبيون 95 عاما حتى طهره منهم صلاح الدين الأيوبي بجيوش المسلمين .
• ..ثم بعد ذلك احتلته هذه الشرذمة من اليهود الذين جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها وأحرقوه ودنسوه وهم اليوم يقتحمونه في هذا الأسبوع ويخرجون منه المصلين ويؤذون أهله .
• المسجد الأقصى أمانة في رقاب المسلمين جميعا وتشريف لأمتهم وهو مرتبط بعقيدتهم يقرأون فضله في كتاب ربهم المنزل من فوق سبع سماوات ، ويعرفون ما جاء فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشريف ؛ فقد قال تعالى فيه : " الذي باركنا حوله " وقال: " وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة " فتلك هي الارض المباركة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يوشك أن يكون خير مُهاجركم مُهاجر ابيكم إبراهيم عليه السلام وإنها تكون هجرةٌ بعد هجرةٍ) وقال :( إن الله تكفل لي بالشام تظله أجنحة الملائكة).
• إنَّ الغفلة عن المسجد الأقصى وما يتعرض له أمارةٌ على ضعف الإيمان وموت القلب ، ولا يجتمع حبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وإهمال قضية المسجد الأقصى فهو مسراه صلى الله عليه وسلم وفيه أمَّ الأنبياء ؛ فارتبطت بذلك نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة المسجد الأقصى .
• لا بد من بذل الجهد في الدفاع عن المسجد الأقصى والمساهمة في ذلك فكل جهد صادق محتاج إليه ولوكان جهدا يسيرا إذا كان هو قدر استطاعتك ..فالله غني عنا وعن جهودنا كما قال تعالى :" ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوَا بَعضكم ببعض ".
• إن قضية المسجد الأقصى قضية تجمع المسلمين كلهم ولا تفرقهم ؛ فلا يختلف فيها عربي عن عجمي ولا يختلف فيها كبير عن صغير ولا تختلف فيها امرأة عن رجل ، فهي قضية المسلمين المرتبطة بعقيدتهم ..كل من شهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يقتنع بأن عليه أن يدفع عن المسجد الأقصى وأن يبذل جهدا من ماله ووقته وعمله ولسانه ويده في الدفاع عن هذا المسجد الذي هو أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم لدى الأمة إلى يوم القيامة.
• وما يفعله اليهود اليوم من الاعتداء جسٌّ للنبض .. هل بقيت في هذه الأمة حياة ؟ .. فهم يرون الأمة قد قُطعت أشلاءً ومُزقت أعضاؤها .. فهم يحسبون أن هذا الوقت مناسب للقضاء على المسجد الأقصى ، ولكن هذه الأمة هي خير الأمم وقد أثنى الله عليها في غير ما آية " وكذلك جعلناكم أمة وسطا".
• أرفع من هذا المنبر تحية إكبار لأخواتــنا المرابطات في المسجد الأقصى وعلى أبوابه فقد ذكَّرن هذه الامة بأم سليم وعائشة وأم سليط ، لقد وقفت المرابطات المجاهدات على أبواب المسجد الأقصى فحميْنه من دخول المحتلين والمفسدين ودافعن بأنفسهن نسأل الله أن يثبتهن ويوفقهن.
• ..ثم تحية إكبار بعد ذلك للمرابطين من الكبار والصغار وطلبة العلم والمعلمين بالمسجد الأقصى الذين صبروا وصمدوا في وجه الصهاينة وهم يطلقون عليهم الرصاص والقنابل داخل المسجد وقد أحرقوا بعض فراشه ؛ فوقفوا في وجوههم حتى أخرجوهم منه ، وهم يستحقون على الأمة بهذا الموقف تشجيعا ونصرة حتى يحسوا أن من ورائهم امة تتألم بآلامهم وتفرح بأفراحهم وأنهم لن يُسلموا ولن يُخذلوا .
• إن على أمراء المسلمين وولاتهم ورؤسائهم وحكامهم جميعا أن يَّأتسوا بصلاح الدين وأن تتحرك هممهم وإيمانهم وعقيدتهم وقناعتهم اليوم لإنقاذ المسجد الأقصى و ان لا يؤخروا ذلك فإن المسوفين تنقطع آمالهم بالآجال ، و إنما يربح السابقون المسارعون إلى الخيرات .
• إن الله يختار من كل جيل مصطفين يكونون ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاهدون عن ملته وينصرونه ويحملون دعوته فيبلغونها نقية كما نزلت ..كما قال غالي البصادي :
• .وقامت بنصر الله أنصار دينه * وبيعت من الله النفوس النفائس .
• إن الوسائل لنصرة المسجد الأقصى متاحة وهي وسائل قانونية حضارية سلمية معتبرة .. نسأل الله أن يتقبل منا جميعا..
• الدعاء.
- القسم: خطب الجمعة
- تحميــل
- المشاهدات:45237
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54