مواعظ و عبر في قصة الاسراء و المعراج
بعد حمد الله و الثناء عليه
قال الشيخ – حفظه الله- : إن الله سبحانه وتعالى شرف محمدا صلي الله عليه وسلم على سائر المخلوقات، ورفع منزلته ،ووعده بالمقام المحمود
وكان مما شرفه به أنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى...
بدْءُ رحلة الإسراء وما كان من خبر البراق الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم.. وأن جبريل قال للبراق :"اسكن فو الله ما ركبك خير منه".
رحلة الإسراء كانت إيذانا بتقريب المسافة بين القدس ومكة وأن ولاية النبي صلى الله عليه وسلم عامة على المؤمنين وعلي المقدسات .
جمع الله لنبيه في تلك الرحلة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى وهما أول المساجد بناء علي الارض وبينهما اربعون سنة.. فالمسجد الحرام هو كما أخبر الله عنه :{ إن أوَّل بيتٍ وُضِع للناس لَلذي ببكة مباركا وهدى للعالمين }
ومر صلى الله عليه وسلم بالمدينة وكان يُحدَّث عنها ولم يرد أنه نزل فيها ليلتئذٍ.
فأم الانبياء بالمسجد الأقصى إيذانا بانه صلى الله عليه وسلم هو إمام الأنبياء وأن الله أخذ العهد عليهم ان يؤمنوا به وان ينصروه.
وقد شرفه الله فاستقبله الانبياء بالمسجد الاقصى وهم أشرف الخلق وازكاهم عند الله.
..ثم نُصب له المعراج الى السماء وربط جبريل الدابة بحلقة في باب المسجد الأقصى وقد عرف ذلك الباب الى الآن بباب البراق.
وكان في بدء المعراج من ذلك المكان إيذان بانه أقرب مكان في الارض إلى السماء.
ذِكرُ ما كان من خبر المعراج واستفتاح جبريل السماواتِ لنبي الله.
فوجد الانبياء قد سبقوه فاستقبلوه من السماء الاولي- وفيها آدم- الى السابعة - وفيها إبراهيم- علي الترتيب المذكور في حديث الإسراء.
وقد رحب به الانبياء في كل سماء وكان ترحيبهم في كل مرة ان:(مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح )...
{ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني فأوحي إلي عبده ما أوحي }
وجرت المحاورة بينه وبين موسي عندما هبط الي السماء الخامسة ،وذلك في فرض الصلاة ،فلم يزل يتردد بين موسي وربه فيضع الله عنه خمسا او عشرا حتي قال له:" هن خمس وهن خمسون ما يبدل القول لدي " فلما اتي موسي قال ارجع الى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم): قد استحييت من ربي ).
فبين الله له أن الاجر كما هو على الخمسين لم يُنقص منه شيء وان العدد قد نقص تخفيفا ورأفة ورحمة.
وفي هذه القصة من الدروس والعبر إضافة الى ما تقدم:
1 أن الله شرف نبيه بما لم يعط أحدا من العالمين
2 أنه جمع له بين المسجدين العظيمين
3 أن الله جعل الانبياء جميعا من اتباعه
4 أن الله هيأ له رصدا من الانبياء وهم ثمانية من خيرة الانبياء يرحبون به في السماوات
5 أن الله شرف هذه الامة وجعلها خير امة اخرجت للناس
6 أن الله اراد ان يمتحن المؤمنين في الايمان بالغيب والتصديق بهذه الرحلة العجيبة
7 أن الله ارد ان يظهر امارة لصدقه وذلك حين مر بعير قريش وحين وصف لهم بيت المقدس و هم يعلمون انه لم يره من قبل
8 وأن الله شرف هذه الصلاة من بين الفرائض فقد عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى اعطيت له هدية وفرضت من فوق سبع سماوات
9 أن الله شرف هذه الامة بالتخفيف وخصها بالأجر الكثير والعمل القليل
10 إن من شرفه الله بهذا التشريف لزمنا نحن ان نعزره وننصره ونوقره ،فانصروه واعلموا انكم واردون اليه على الحوض رزقنا الله واياكم محبته وشفاعته.
ندعوكم لمتابعة النص الكامل لهذه الخطبة وما ختمت به من الدعاء الخاشع.
- القسم: خطب الجمعة
- تحميــل
- المشاهدات:10332
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54