أثر اقتحام الميادين (خطبة جمعة)

خطبة الجمعة بجامع مركز تكوين العلماء في عرفات بنواكشوط، بتاريخ 09 شوال 1434هـ، الموافق: 16 أغشت 2013م. تناولت العناصر التالية: • حمد الله وأثنى عليه. • إن الله تعالى قد توحد بالملك وتعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت. • جعل الله هذه الحياة مسرحا للصراع بين الحق والباطل. • فقد جعل الله هذا الصراع أبديا سرمديا؛ وهو إحدى سننه المنظمة لهذا الكون. • فقد قال الله تعالى { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}. • فهذا الدفاع من أجله خلق الله هذا الكون وسيّره. • لهذا جعل الله الحياة مرتبطة بهذا الصراع. • فعلى أهل الإيمان أن يستعدوا لجولات من هذا الدفاع الذي هو سنة الله سبحانه. • دماء الشهداء يرفع الله بها البلاء عن الأمم. • اليوم تجدد هذه الأمة تاريخها وتصدق الله مرة أخرى؛ وتضحي بفلذات أكبادها. • فهذه الأمة أمة التضحيات. • في هذه الأيام كان ما حصل من فض اعتصام الميادين بمصر؛ وقتل فيه من قتل وفيهم أكثر من ثلاثين من علماء الأزهر، وقد حصل ما حصل من الاعتداء بالطائرات والدبابات وأنواع الأسلحة، ومع ذلك صمد الناس وصبروا. • ضحى هؤلاء وبذلوا؛ فذكرونا بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح}. • كان يوم "أحد" تمحيصا؛ فهو يعود ويتكرر. • فأعادت هذه الأمة تاريخها وجددت أمجادها بما يحصل في أرض الكنانة. • الأمة تتلقى الضربات ولا توجعها؛ لعلمها بأن بعدها نصرا مؤزرا. • هذه الأمة منصورة لا محالة. • إن الله منذ بعث محمدا صلى الله عليه وسلم والصراع قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. • كل يوم من أيام الدنيا مثل يوم "بدر" أو يوم "أحد" أو يوم "حنين" أو يوم "الأحزاب" أو غيرها من أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. • يأخذ هذا الصراع أوجها متعددة كثيرة؛ كله في سبيل الله. • إن هذه المواقف هي فرصة لأن يعبر فيها المؤمن عن ولائه لله ورسوله وللمؤمنين.