ماذا بعد رمضان
• تحدثت خطبة الجمعة لهذا اليوم - الموافق لــ 02 أغشت 2011 بجامع أسامة- عن أعمال ما بعد رمضان والمسابقة إلى الخير والمحافظة على المستوى الإيماني الرمضاني ومحاولة جعله صبغة لما بعد رمضان من أعمال، نلخص ما جاء فيها في المواعظ البليغة التالية:
• تفضل الله علينا بأن بلغنا رمضان وأتمه لنا ثم تفضل علينا بفرحة العيد وقد دخلنا الآن في شهر شوال، وليس شوال كرمضان، ففي رمضان كان العون من الله بتصفيد الشياطين وفتح أبواب الجنان وفتح أبواب السماوات وإيصاد أبواب النار، فإبليس اليوم يريد أن يثأر لنفسه لأنه يرى أن السابقين قد فازوا بما أحرزوا من الأعمال الصالحة بصومهم لرمضان وقيامه واعتكافه، وهم اليوم عرضة لأن يحول الشيطان بينهم وبين هذا المنهج القويم وهو لا ييأس من الإنسان حتى يغرغر أو يموت فهو ساع لإغوائه بكل ما يستطيع وقد أقسم بعزة الله ليغوينهم أكثر الناس عن سبيل الله.
• لقد دخل علينا موسم جديد من مواسم الخير وهو موسم الحج "الحج أشهر معلومات" وأولها شهر شوال ثم بعد ذلك بعدما ينقضي هذا الشهر ندخل في شهر آخر وهو الأشهر الحرم ونهاية العام وبداية العام الجديد، وكل ذلك مقتضٍ منا أن نقوي عزائمنا وأن نشد في وجه العدو المشترك الذي هو إبليس، فلنشتهد في أن نخيب أمله فينا وأن نُريّ الله من أنفسنا خيرا، وأن نصبر على ما وصلنا إليه من الإيمان والتقوى من خلال مدرسة رمضان، فإن الله تعالى بين حكمته في مشروعية الصيام فقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)(البقرة)، فلنحافظ على التقوى التي تعلمناها في رمضان، فإن الإنسان إذا استطاع أن يكف جوارحه عن ما يشتهيه مما هو مباح في غير رمضان فذلك معين له على أن يكف جوارحه طيلة عمره عن ما حرم الله عليه.
• قال صلى الله عليه وسلم : "من صام رمضان وأردفه ستا من شوال كان كصيام الدهر"، وفي رواية "فكأنما صام الدهر كله"، وذلك بأن الحسنة بعشر أمثالها ورمضان تمام لا ينقص فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "شهرا عيد لا ينقصان؛ رمضان وذو الحجة"، فذو الحجة عشره يصومه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة وإحدى أمهات المؤمنين في سنن النسائي والصحيح، لكن المقصود بالعشر التسع فقط واليوم العاشر يوم عيد لا يحل صومه لكنها مع ذلك هي عشر عند الله سبحانه وتعالى وهذا معنى التمام فيه،ورمضان شهر كامل عند الله حتى لو كان عند التسعة والعشرين يوما يكتب الثواب عليه كاملا ثلاثين يوما وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم شهرا عيد لا ينقصان، فلذلك يعتبر رمضان بمثابة ثلاثمائة يوم بحق أقل الناس تضعيفا عند الله والله يضاعف لمن يشاء فمن أراد الله له الزيادة في التضعيف كان رمضان له كآلاف السنين أو أكثر من ذلك لأن هذا التضعيف حده الأدنى هو العشرة.
• إذا صام المسلم ستا من شوال يكون قد صام ستين يوما بالتضعيف والسنة ثلاثمائة وستون يوما وهي السنة القمرية، وبذلك يستكمل صيام الدهر.
• على الإنسان إذا كان قد فاته شيئ من صيام الشهر أن يقضيه قبل صيام الست وظاهر الحديث أنه ينبغي أن يردفها برمضان ولكن الإرداف مقبول ما دام في شهر شوال، وإن كان رُويّ عن الإمام مالك أن مفهوم الظرف هنا من مفهوم المخالفة الذي لا يعتبر، فيرى أن المقصود هو صيام ستة أيام من النفل حتى يكمل الإنسان ذلك ولكن ظاهر الحديث أن هذا الوعد إنما هو مختص بصيامها بشوال لأن الوعد من الأمور الغيبية التي لا يمكن أن يتحدث عنها إلا من آتاه الله الوحي وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخبرنا عن هذه الست من شوال أن صاحبها إذا استكمل صيام رمضان كان كأنما صام الدهر كله.
• ثم بعد ذلك لا أن نجتهد في عمارة المساجد فقد أُعنتم عليها في شهر رمضان، فقد كان أحدنا يجد بركة في الوقت فيرابط في المسجد في انتظار الصلاة بعد الصلاة وكثيرا ما يقيل فيه طيلة وقته أو يبيت فيه إذا كان معتكفا ولكن ذلك بدأ يقل الآن وتنتقص الصفوف وينتقص رواد المسجد بالتدريج وما ذلك إلا من أخذ إبليس بالثأر فقد تم له جنده وأطلق له المأسورون من أعوانه وهو لا يريد لنا الخير ولا يريد لنا المسارعة إلى الله والمسابقة إلى جناته والله سبحانه وتعالى يرضى لكم أن تتسابقوا إلى مغفرته وجنته فقد قال تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين".. فلذلك لا بد أن نتنافس في طاعة الله والمسارعة إلى طاعته وعبادته والصبر على طريقه حتى نلقاه وما هي إلا أيام معدودات فلم يبق من عمر الدنيا إلا الشيء اليسير، فنحن آخر الأمم ونحن أيضا في آخر أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
• وفي الأخير ختم الشيخ بالدعاء البليغ لعامة المسلمين وخاصتهم من المنكوبين والضعفاء والعُزَّل، ودعا إلى نصرتهم في السر والعلن. محاضرة قيمة حوت مواعظ بليغة، ندعوكم لمتابعتها.
الخطبة مرئية:http://dedewnet.com/index.php/dawa/khotab-jomoa.html?view=media&id=1558
- القسم: خطب الجمعة
- تحميــل
- المشاهدات:4529
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54