الاستعداد لشهر رمضان
تحدثت خطبة الجمعة لهذا اليوم - الموافق لــ 01-07- 2011 بجامع أسامة- عن المواضيع التالية:
• خص الله سبحانه وتعالى أمة محمد بخصائص ما أعطاها لمن سبقها من الأمم، ومن هذه الخصائص:
1- خص أول هذه الأمة برؤية محمد صلى الله عليه وسلم ونصرته والجهاد معه وإعلاء كلمة الإسلام؛ صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ففازوا بالسبق والهجرة والنصر والصحبة فكانوا خير الأجيال، ثم اقتفاهم الذين تربوا على أيديهم وسلكوا طريقهم فكانوا نعم السلف فهم التابعون لهم بإحسان، ثم جاء بعدهم أتباع التابعين فسلكوا الأثر أيضا، وهذه القرون الثلاثة هي خير القرون المزكاة في هذه الأمة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: " (خير القرون قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم )، وعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،-أيضا- أنه قَالَ : " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ هل فِيكُمْ مَنْ رَأَى محمدا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ هل فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رأى محمدا؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رأى من رأى محمدا؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ ".
2- ثم بعد ذلك خصها بالمجددين على رأس كل قرن، سواء كان هذا التجديد من فرد أو جماعة، يجددون لهذه الأمة أمر دينها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "( إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ).
3- ثم خص هذه الأمة بالخيرية التي جعلها في آخرها، ومن ذلك قدوم المسيح عليه السلام وفي آخرها أيضا المهدي الذي هو من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، وبهما فسر قوله تعالى: " يتلوه شاهد منه"، وكلاهما شاهد على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك من أمته صلى الله عليه وسلم من يحيون ما اندرس من سنته عليه الصلاة والسلام وهم الغرباء كما في الحديث الذي روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء"، قيل يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس، وفي لفظ آخر الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي".
4- ومما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما أعطاها من التخفيف والتيسير ورفع العسر، فقال: " إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا"، ومن قواعد الشرع المسلمة أن الله تعالى رفع الحرج عن هذه الأمة.
5- ومن أعظم القربات التي خص الله بها هذه الأمة فرصة شهر رمضان، فلذلك لابد أن تشرئب له النفوس وتتهيأ له وأن تعزم من الآن على تمام المسابقة والتهيؤ لها، ولا يتم ذلك إلا بعقد العزيمة الصادقة التامة والتهيئة بالتوبة والعبادة، عن أسامه بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت يا رسول الله، أراك تكثر الصيام في شعبان ؟ فقال:«ذاك شهرٌ يغفل النّاس عنه بين رجب ورمضان».
6- لا بد أن تهيأ لما يلزم في رمضان من العبادة والبذل والطاعة، ولا بد أن نحدث عهدا مع القرآن تلاوة وقياما.
7- لا بد كذلك أن نهتم بشؤون هذه الأمة المحمدية، فنحن جميعا بمثابة لبنات في هذا البناء المرصوص، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه"، فعلينا أن نهتم بشأن المسلمين وأن نتذكر أحوال إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن نتذكر حال المسجد الأقصى فهو من مقدسات المسلمين وهو أول قبلة استقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة.
8- إن الاستعداد لشهر رمضان والاستعداد للذهاب إلى العمرة، وانتقال الإنسان من حال إلى حال في حياته اليومية، ليدلل على أن الإنسان ذاهب لا محالة إلى موت محقق وانتقال من دار الدنيا إلى دار آخرة، فلا بد أن نتجهز للموت وأن نعتني بحسن خواتمنا وحسن انتقالنا من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية حتى يحسن وقوفنا بين يدي الله./ هُـوَ المَـوتُ ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ * * * متـى حُـطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ /.
وفي الأخير ختم الشيخ بالدعاء البليغ لعامة المسلمين وخاصتهم من المنكوبين والضعفاء والعُزَّل، ودعا إلى نصرتهم في السر والعلن. محاضرة قيمة حوت مواعظ بليغة، ندعوكم لمتابعتها.
- القسم: خطب الجمعة
- تحميــل
- المشاهدات:5754
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54