المحاسبة بين يدي عام جديد
المحاسبةُ بين يديْ عامٍ جديد :خطبة جمعة لفضيلة الشيخ الددو بتاريخ: 02-02-2007
محاور الخطبة :
• لقد أمرنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمحاسبة وحضنا عليها فقال : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .
• فهي من المصطلحات الإسلامية وقل من يطبقها ويعتني بشأنها مع أنها ذات أثر عظيم .
• من علامات صدق الإنسان ووفائه وإيمانه إذا تحمل دينا أن يسعى لتسديده وقضائه ... ونحن جميعا قد تحملنا أمانة عظيمة من لدن ربنا جل جلاله وهو غني عنا وهو يعلم السر و أخفى .
• وأول أمانة لدى الإنسان هي نفسه وروحه التي بين جنبيه وجوارحه فهي أمانة لديه وقد أعاره الله إياها ليستعين بها على طاعته ، ويتصرف بها فيما أمر الله به ، وخلقنا له من العبادة وعمارة الأرض .
• وتأمل في حال من فقد شيئا من هذه النعم وتعطلت لديه هذه المواهب فانظر إلى الصم الذين لا يسمعون ، وإلى المرضى ومن فقدوا نعمة البصر والكلام ، فإنهم يودون أن لهم تلك النعم والجوارح بما ملكت أيديهم .
• وتذكر الحساب والسؤال عن نعمة الصحة والإمهال والأيام والشهور والسنوات التي مرت .
• ثم تذكر الموعد الذي لابد منه ولا محيد عنه { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون}.
• وكلما ودعنا عاما ذكرنا ذلك بانقضاء الأجل وطي الصفحات فكل يوم يمر هو في الحقيقة صفحة من صفحات العمر قد طويت فماذا دونت فيها يا عبد الله .
• إن تذكر المرء للعرض على الله واستحضاره للوزن وتطاير الصحف وأنه لا يدري أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله يقتضي منه أن يحذر غاية الحذر وأن يستغل وقته وطاقته ونعمة الله عليه فيما يثقل ميزانه ويبيض وجهه يوم القيامة .
• إننا الآن في فسحة من العمر يمكننا أن نستغفر ونتوب إلى الله ونسكب العبرات ونستقيل العثرات ، ونحن لا ندري متى ينادى علينا بالرحيل { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون }.
• لقد مات في العام الماضي من هم أكثر منا أموالا وأوسع منا فراغا فهم الآن رهن الجنادل والتراب وقد بقينا فافتتحنا عاما جديدا فما أحرى أن يكون ذلك صفحة جديدة في التوبة والإنابة .
• إن الله تعالى أخبرنا بالخطة التي يتمناها من حضر أجله ونزل الموت بساحته {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ }.
• فلا بد من التخطيط المحكم لاستغلال الأوقات والطاقات في طاعة الله فمن عاش منا عاش على بينة وبصيرة في حفظ الوقت والمسارعة إلى الخيرات، ومن مات على عزيمة راشدة يجدها في ميزان حسناته.
- القسم: خطب الجمعة
- تحميــل
- المشاهدات:4424
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54