الإسلام بين جهل أبنائه وكيد أعدائه
ألقى فضيلة الشيخ محاضرته هذه تحت عنوان "الإسلام بين جهل أبناءه وكيد أعداءه" وقدم للموضوع بأن كيد أعداء الإسلام ليس جديدا رغم أن كيدهم على كثرته إنما يكون وبالا عليهم في الدنيا والآخرة، لكن الجديد هو جهل أبناء الإسلام بإسلامهم.
والله تعلى إذ أرسل الرسل شاء أن يكون الناس على حزبين حزب الله يتبع الرسل، وحزب الشيطان جنود للباطل، فهذه القسمة قدر نافذ ومشيئة ربانية.
وهو ابتلاء من الله تبارك وتعالى للمؤمنين، هل سيواجهون الباطل، أم يرقدون مع الغافلين، أو يرجعون إلى الذين ظلموا.
والناس صابر يكتب الله له العاقبة، ومخدوع تنطلي عليه المكائد وهذا مغفل، والقسم الثالث عملاء العدو، وحكمة الله تعالى أن يبقى وجود هذه الأقسام، ومن حكمة الله تعالى أن يبقى الصراع بين الحق والباطل، فهو ابتلاء لأهل الحق.
وشاء الله بحكمته أن تدور الدولة وتتبدل، وارتباط الحكم وتدوله يكون حسب تدين الناس واقترابهم من منهج النبوة، وفي الأثر كيف ما تكونوا يول عليكم، وكما قال رجاء بن حيوه التابعي: السلطان كالسوق يجلب إليها ما يروج فيها.. أي أن السلاطين إذا صلحوا جلبوا الله لهم أهل الصلاح.
فالناس إذا أنكروا الفساد فمعناه أنهم قريبون من المنهج النبوي، وإذا سكتوا عنه
وكيد أعداء الدين معلوم، منه المادي والمعنوي، وعلى رأس المادي منه محاولة الكافرين قتل الأنبياء، فمن الكافرين من قتل نبيه بالسيف.. وعدة أوجه أخرى، وكذبوهم وضربوهم وشتموهم.
والكيد المعنوي بما يكيدونه من الشبهات المقصود بها تشكيك الناس وتفريقهم بكل الوسائل، وهو وحي شيطاني لأوليائه، واستمرار هذا الكيد كثير، حتى اليهود حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق عمرو بن جحاش حيث أراد أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم بحجر، ووضعوا له السم بشاة، وحاولوا اقتتال أصحابه.
ومكائد اليهود استمرت حتى بعد موته، وقد حاولوا سرق جسده، والنصارى أكادوا للإسلام فالنجرانيون حاولوا نقاش رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الله هزمهم.
كما أكاد نصارى العرب بالشام، فعندما تخلف الثلاثة علموا بهم أرسلوا إلى كعب بن مالك يريدون منه أن يلحق بهم.
ونقفز لواقعنا الحالي، فالمكائد لم تنقطع، كل مرة تجد من يقول "قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين"... لكنها في زمننا استسلم لها كثير من الناس، فكثير منا ـ إلا من رحم ربك ـ لا يصمد أمام المغريات الدنيوية، حتى التعامل الذي فيه ذل ومسكنة مع أعداء الإسلام يتنافس الناس عليها كأنما يتنافسون على بيعة الرضوان!
فهذا التنافس آن أن ينتقل وليرتفع ويعود المسلمون لدينهم، فالأرزاق عند الله تعالى، وهذا امتحان من الله تعالى زينبغي أن يرتفعوا عن عبادة الدنيا وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميلة تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا كيش فلا انتقس.
وعبدة الدينار رعاع لا يزنون شيئا، حتى الكفار يعلمون ذلك، فمن ترك دينه ودين آباءه لا يوثق به لأن موجهه المادة.
ومن كيد أعداء الدين ضد الإسلام إسقاطهم للخلافة لرمزيتها، وسموها الرجل المريض، وفي مقدونيا وألبانيا كان المسلمون مثل الغنائم تساق إلى الذبح دون أن تشعر، كل ذلك من مقدمات إسقاط الخلافة العثمانية.
فأسقطوا "الرجل المريض" وقسموا تركته من ثروات الأمة وتحموا فيها، وعندما فطنوا أن الأمة تفرض التحرر خلفوا عملاء لهم باسم الاستقلال لكنه زائف.
فعملائهم الذين أشبعوهم بثقافة الكفر وتحضر الغرب استغنوا بذلك عن الثقافة الاسلامية، وأصبح هواه تبعا لما جاء به المستعمر، والمقررات التعليمية تشغل الشاب من مجتمعنا في فترته التعليمية الذهبية بمقررات لا تصلح لكل الناس.
ولو كانوا المسلمين فاهمين لقسموا أبناءهم حسب التخصصات، ومن ما يتجلى فيه الكيد الكافر ضد المسلمين الإعلام، فهم في الغرب يسموه السلطة الرابعة، والإعلام اختير له ثعالب من أهل الشر يكونون على رأسه.
ومن مكائدهم كذلك مكيدتهم الاقتصادية فالكفار يركزون على إفساد هذا الجانب في المسلمين.
- القسم: الدعوة
- تحميــل
- المشاهدات:10981
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54