الدعاء المستجاب


المحاضرة تتناول الدعاء المستجاب انطلاقا نم سياق الآية "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب..." وسياقها أن القرآن كان يتحدث عن الصوم وأحكامه، وما أعد للعابدين في رمضان. والآية تبدأ بـ"إذا سألك.." وإذا شرطية لما لزم وقوعه عكس إن فهي شرط لما شُكّ في وقوعه. والآية دليل على أن العباد سيسألون عن الله، وليس سؤال نكارة ولا جهالة، فهو سؤال لزيادة الإيمان، فالله تعالى لا يصح فيه قياس ويصح فيه، لا يصح فيه قياس نظير، وإنما يجوز فيه قيا الأولى. كما أن الله تعالى لا يجوز في حقه سؤال ويجوز في حقه سؤال؛ لا يجوز في حقه سؤال التجاهل، أما السؤال الجائز فهو السؤال المتعلق بأسماء الله وصفاته وكل ما يزيد الإيمان.. وسبب نزول الآية سؤال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم "أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه" فنزلت الآية. والأصل في الدعاء الإسرار، وأدعية الصلاة أصلها أن تكتم، وبذلك عمت على كل الأسئلة، ولم يخرج عن هذا إلا أمران، التأمين بعد الفاتحة ففيه خلاف، والأمر الثاني هو القنوت، سواء كان في صلاة الصبح أو في غيرها. وكلما وفق الله تعالى إنسانا للدعاء ألهمه حاجته، والقرب الوارد في الآية بالصفة لا بالذات، وهو قرب علم وإحاطة، وقيل إن لكل تعميم استثناء إلا علم الله تبارك وتعالى، فهو عليم بكل شيء. وقرب الله تعالى يشمل استجابة الدعاء، ورأفة الله ولطفه، وإجابة الدعاء ثلاث مراحل، تبدأ بالتوفيق للدعاء، وتمر بالصدق فيه، فليس كل من سأل الله تعالى صادقا في سؤاله، وقال السهروردي "استغفارنا يحتاج لاستغفار". والثالث أن يسأل الإنسان من خيري الدنيا والآخرة، وحينها تأتي إجابة الله تبارك وتعالى. والدعاء هو الذي يرد البلاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الدعاء يصطرع في السماء مع البلاء، ولا يرد القدر إلا الدعاء. وقوله تعالى "أجيب دعوة الداعي" فالدعوة أصلا النداء، وهو طلب الإقبال، وهو مناسب لتعليق الحوائج، فالدبر لا تعلق عليه الحوائج، والدعوة هنا طلب الإقبال وبيان الحاجة، وهي مفرد أضيف إلى صميم، ويعم. وللدعاء شروط: - أن لا يدعو إلى إثم ولا لقطيعة رحم - أن لا يدعو بمستحيل، فالدعاء بها سوء أدب مع الله - ومنها أن لا يعتدي في الدعاء، مثلا أن يدخل في التفاصيل الدقيقة، أو تحجير رحمة الله تعالى - ومن شروط الدعاء أن لا يكون الداعي ملتبسا بمعصية. والله تعالى قال في الآية "أجيب دعوة الداعي" ولم يقل العبد لئلا يدخل الكافر. والدعاء أنواع: 1. الثناء: والثناء تعرض لنعم الله تعالى. 2. التعريض: كأن يقول العبد حاجته دون أن يطلبها 3. والنوع الثالث التصريح 4. وفيه مقام المذلة عند الخوف، ولم يذكره المفسرون لكنه وقع لموسى صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى في الآية "و ليؤمنوا بي.." أي يُتموا إيمانهم بي، إذ الإيمان موجود أصلا.



آخر تحديث للموقع:  الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54 

اشترك في القناة

فقه الحج

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

إحصائيات

المتصفحون الآن: 148 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow