الاخلاق بين النظرية والتطبيق
الاخلاق بين النظرية والتطبيق 02-03-09 محاضرة للشيخ : محمد الحسن بن الددو جاء فيها – بعد حمد الله وشكر نعمته بالاجتماع مجددا، والدعاء للمؤسسة والحاضرين في(نادي صناع الحياة )-:
أن الانسان مبتلى ممتحن في هذه الحياة الدنيا بخمس جبهات مفتوحة عليه :
1- الشيطان وهو عدو للإنسان يتربص به وقد قال فيه جل وعلا :{ إنه يَراكُمْ هو وقبيلُه من حيثُ لا ترونهم }
وله جندان عظيمان هما جند الشهوة وجند الشبهة وهما أنواع.
ولا يمكن للإنسان ان يرد هذين الجندين من جنود ابليس الا بجندين من جنود الله ومقامين من مقامات الايمان هما: الصبر واليقين.
2- النفس ؛ فهي أمارة بالسوء مجبولة على الشح وحب الراحة ، فلا بد من الحذر من غوائلها وعدم الانتصار لها ،و أن ننتصر للغير منها ، وأولُ ذلك أن نأخذ منها حق الله فنحملها على التقوى.
3- إخوان السوء والقرناء ،فان الانسان مادام في هذه الدار محتاج الى الخلطة ،ولكن الله امرنا أن لا نخالط إلا المتقين الصادقين.
ويُقال الاخوان ثلاثة :- غذاء – ودواء- وآخر داء نعوذ بالله منه .
4- مفاتن الحياة الدنيا وشهواتها ،فالدنيا ضَرّة الاخرة وهي كما وصفها الله: { وما الحياةُ الدنيا إلا متاعُ الغرورِ }
5- النعم السابغة من الله على العبد ، فهي مُقتضية للشكر وأن تصرف في طاعة الله ....والناس في التعامل مع النعم اصناف...
ثم تحدث الشيخ عن موقع بني آدم بين خلقين :خلق أعلى منهم وهم الملائكة . وخلق أدنى منهم وهو البهائم – وقد تقدم تفصيل ذلك في مواضع متعددة -..
فاحتاج الانسان الى قيم يسمو بها عن البهائم ويصل بها الى مقام المنافسة، وسيكون السابقون مع السفرة الكرام البررة ،وهذه القيم منها "قيمة الخلق وقيمة الدين "وهما أكبر قيمة يتحلى بها الانسان ،وعليهما مدار النجاة عند الله قال تعلى { إن أكرمَكمْ عند الله أتقاكم }
ثم أفاض الشيخ في الحديث عن حسن الخلق وفضله، ووسائل اكتساب الخلق الحسن.
مبينا أن لكل مرحلة من مراحل العمر خلقا يُزَيِّنها كما أن لكل حال من احوال الانسان خلقا وأدبا، فللطالب اخلاق طلبة العلم ، وللتاجر أخلاق المعاملة في الاسلام ، وللغني خلق الشكر والانفاق، وللفقير خلق القناعة والعمل.
لا بد من تقويم السلوك ومحاسبة النفس وذلك مضمون وصية عمر رضي الله عنه ( حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا).
والاخلاق مثل جميع القناعات تمر بمرحلين :مرحلة النظرية ومرحلة التطبيق ؛ فاذا تقرر عند الانسان ان الأخلاق الحسنة مرضية عند الله تعلي يثاب على حسنها ويعاقب على قبحها ،انتقل الى المر حلة الموالية وهي تمثُّل تلك الاخلاق والتخلق بها وتطبيقها، وقد ضرب الشيخ مثلا لنقل القناعة إلى العاطفة .
لا يزال الجانب النظري في الخلُق لله الحمد في مجتمعنا وفي كثير من المجتمعات الاسلامية على مستوى راقٍ.
وما يلاحظ من النقص انما هو في جانب التطبيق ولا بد أن نسعى جميعا إلى تكميله ..وسبيل ذلك التعاون والرفقة الصالحة .
و تجربتنا في هذا المجال أن التربية من المهمات التي لا بد أن تقوم عليها مؤسسات ولا بد ان تكون لها مراحل وان يُخطط لها وتوضع لها برامج نافعة.
لقد أُهمِلت التربية الاخلاقية في المناهج الحديثة بالجامعات .
والنوادي الاهلية والروابط الطلابية تكمل هذا النقص وتسد هذا الفراغ.
ثم أجاب الشيخ على اسئلة وردت من الحاضرين وختم بالدعاء .تابعوا النص الكامل للمحاضرة اعلاه.
- القسم: الدعوة
- تحميــل
- المشاهدات:9344
آخر تحديث للموقع: الثلاثاء, 12 نوفمبر 2024 13:54