هل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي؟

لا ولا يمكن أن يقع ذلك بحال من الأحوال لو كان كذلك لجاز أن ينزل الوحي على الأولياء الذين ليسوا بأنبياء فمعجزة النبي صلى الله عليه وسلم الوحي المنزل إليه فلو كان كلما جاز أن يكون معجزة لنبي يجوز أن يكون كرامة لولي لادعى كثير من الناس أنهم أنزل إليهم قرءان يتلى وهذا لا يمكن أن يقع أصلا و لا يمكن أن يتصوره مؤمن لكن البحث في المسألة هو ما تصل إليه كرامات الأولياء فكرامات الأولياء حق ومن عقيدة أهل السنة والجماعة إثباتها وهي أن الله يكرم من أطاعه فالله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ولا يمكن أن يتساوى لديه أهل الإيمان وأهل الكفر وهو الذي يقول في كتابه﴿أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون﴾

فمن كان من أهل التقوى والورع و العبادة والصلاح لا يمكن أن يستوي مع الفاسق المجاهر أبدا لا يمكن أن يستويا عند الله تعالى فلذلك يكرم أولياءه بما يعينهم عليه من طاعته و يشرفهم بأنواع التشريف الذي منه العلم النافع والعمل الصالح وهذه الكرامات أعظمها الاستقامة على الدين أعظم كرامة يكرم الله بها الولي استقامته على أمر الدين بحيث يملك جوارحه عما حرم الله عليه والكرامات حق لكن اختلف في مبلغها إلى أي شيء تبلغ واتفقوا على أنها لا تبلغ نزول الوحي أو وجود ولد من غير والد أو إحياء الموتى لكنها تبلغ ما دون ذلك كالعلم من غير تعلم وكالعون على الطاعة كطي المسافات ووجود الأموال من غير تسبب ونحو ذلك فهذا حاصل فعمر بن الخطاب رضي الله عنه طوي صوته مسافة شاسعة ما بين المدينة و بين فارس حين نادى سارية ابن زنيم فقال يا سارية الجبل الجبل وهذا الحديث أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بعدة أسانيد أحدها إسناد صحيح وقد أخرجه ابن وهب في الجامع و عدد من المؤلفين في دواوين الحديث وهو حديث صحيح وكذلك فإن عثمان رضي الله عنه كان يرى أثر المعصية في وجه صاحبها فقد كان عنده أنس ابن مالك فدخل عليه رجل فقال: ما بال أحدكم يدخل علي وفي عينيه أثر الزنا فأقر الرجل فقال له أنس أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ولكنها فراسة المؤمن وكذلك الحال بالنسبة لعدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حصلت لهم كرامات عظيمة فالعلاء ابن الحضرمي رضي الله عنه خاض البحر فيبس أمامه حتى قطعه وكذلك فإن المرأة المهاجرة تدلى لها دلو من السماء حتى شربت منه حين ظمأها أهلها، وكذلك فإن من دونهم من التابعين حصل لهم أيضا شيء كثير من هذا بل قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إن الكرامات كلما انتقص الإيمان والعبادة في الناس وكلما انتقص العلم كلما ازدادت هي لأن الناس إذا كانوا أهل إيمان و ورع وتقوى لا يحتاجون إلى هذه الكرامات التي تزيد إيمانهم بالغيب وإذا نقص لديهم الإيمان بالغيب كثرت فيهم هذه الكرامات لأولياء الله أصحاب الإستقامة و الإلتزام بالحق ومع هذا فإن كثيرا من الناس تلتبس عليهم الكرامة بما ليس بكرامة.

الثلاثاء, 21 ديسمبر 2010 11:02
 

آخر تحديث للموقع:  الجمعة, 12 أبريل 2024 20:59 

النتائج النهائية لمسابقات دخول المركز

اشترك في القناة

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

جديد الموقع

إحصائيات

المتصفحون الآن: 68 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow