المحفزات الايمانية بالعمل للإسلام
محاضرة بعنوان " المحفزات الإيمانية للعمل الإسلامي " ألقاها فضيلة الشيخ حفظه الله بجامع معهد ورش
في عرفات ( 20 – 10 – 2014 )
المحاور الأساسية للمحاضرة :
• إن الله خلق الموت والحياة ليبلو الناس أيهم أحسن عملا ، وجعل هذه الحياة الدنيا معبرا إلى الدار الآخرة وممَرًّا يمر منه الإنسان فيمتحن فيه ، وقد امتحن الله الناس بإرسال الرسل وإنزال الكتب فأقام الحجة وأنار المحجة ، وقفّى على آثار المرسلين بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ فأرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .
• وقد تمايز الناس بهذا الامتحان وأصبح الصراع في هذه الحياة أبديًّا بين حزب الله وحزب الشيطان ، فالموفق من وفقه الله والمخذول من خذله الله.
• وقد دعا الله حزبه للمبادرة إلى نصرة رسوله صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى ما جاء به ومهّد لهم هذا الطريق وسهّله ؛ فبدايته العلم وقد سهله الله تعالى فقال : " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مُّدَّكر " .. ثم بعد ذلك العمل وقد سهله الله فقال :
• " وما جعل عليكم في الدين من حرج " ..ثم بعد ذلك الدعوة إلى سبيل الله بما علمه الإنسان وعمل به وقد سهل الله ذلك وجعله طريق محمد صلى الله عليه وسلم وقال له :" قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ".. ونهاية ذلك الصبر والاستقامة على دين الله حتى نلقى الله .. والله سبحانه وتعالى يُثبِّت أهل الإيمان ويعينهم كما قال تعالى : " يُثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ".
• وقد ضمن الله لمن نصر دينه وبذل نفسه وماله في سبيل الله ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وضمن له الثواب العظيم في الدنيا والآخرة ومن ذلك النصر المبين على الأعداء ، كما حفَّز الله عباده المؤمنين لسلوك هذا الطريق والتضحية فيه والبذل له وذلك بعدد من الحوافز:
• (أولها ): بيعة بين الله وبين عباده تفضل بها عليهم إذ المبيع من فضله ونعمته والثمن كذلك من فضله ونعمته فكل ذلك من عنده وقد أكد الله هذه البيعة في التوراة والإنجيل والقرآن كما قال تعالى :" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعدًا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " .
• (الحافز الثاني) : هو حق هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فإن الله لما أراد أن يخرج خير أمة اخرجت للناس وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم اختار لها أفضل رسول عنده ؛ فكانت تلك مزيَّةً ونعمة على كل فرد من أفراد هذه الأمة فشرفنا بأفضل الرسل وأفضل الكتب ؛ فمن حق محمد صلى الله عليه وسلم حين خصنا الله به أن ننصره فإن الله أخذ العهد على جميع الأنبياء إذا بُعث وهم أحياء أن ينصروه قال تعالى " وإذ أخذ الله ميثاق النبيئين لما آتيتُكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدِّق لما معكم لتُؤمِنُنَّ به ولتَنصُرُنَّه " وسترد عليه أمته الحوض يوم القيامة فبأيّ وجه يلقاه من لم ينصره يوما من الأيام .. وهو صلى الله عليه وسلم القائل (بلغوا عني ولو آية ) إن عملك الآن لنصرة دين الله ودعوتك إلى الخير وتعلمك لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتعليمه هو وقت تهديه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتمدُّ به في عمره الشريف ، وهي مع ذلك أفضل ساعات عمرك .
• (الحافز الثالث) من هذه الحوافز: هو تسجيل المواقف والجهود في الأيام العصيبة إذ " لا يستوي منكم من أنفق من قبلِ الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا وكلاًّ وعد الله الحسنى " .. فالحرب الآن على أشدها والصراع محتدم فبادر إلى العمل لدين الله وتقدمْ لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالأيام دول وسيرفع الله هذه الغمة وينصر دينه وحزبه ، وحينئذ يكون السابقون قد نالوا أجر السبق ورفعوا اللواء بتضحية وتفانٍ كما فعل جعفر الطيار رضي الله عنه يوم مؤتة .. إن النصر قريب ومضمون بوعد الله ولا بد أن يأتي .." ألا إن نصر الله قريبٌ ".
• (الحافز الرابع) : النظر فيما يبذله أبناء جلدتنا وأقاربنا في كل منطقة وكل عصر مما يضحون به في سبيل المناصب الدنيوية وما يتضمنه ذلك من الرضى بالهوان والممالأة على الباطل وهم يعلمون أن ذلك الجهد والإنفاق لن يكون في ميزان الحسنات يوم القيامة ومع ذلك فهم مصرون عليه مستميتون فيه ، أفلا يكون الداعون إلى الخير والعاملون للإسلام أكبر همةً و أرحب صدرًا بضريبة حمل لواء الإسلام .. وهم يرجون رحمة الله وأعينهم على الفردوس الأعلى من الجنة .
• (الحافز الخامس) : ما يبذله أصحاب الديانات المحرفة المبدَّلة من المنصرين والمهودين ؛ فهاهم اليهود يصبرون على ضريبة الاحتلال ، والنصارى يدفعون بآلاف المنصرين إلى كل بقاع الدنيا ويعملون في ظرف قاسية ، أفلا يكون أصحاب الدين الحق وأتباع النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم أولى بالتضحية والبذل والثبات .. والله تعالى يقول لهم "كنتم خير أمة أخْرِجت للناس ".
• إن العمل لدين الله والانخراط فيه هبةٌ ربانية ونورٌ يقذفه الله في قلب العبد فيُغيِّر خريطة اهتماماته ويعيد ترتيب أولوياته ؛ ليكون اهتمامه بأمور دينه وأمته وعقيدته أكبر وأسبق من الاهتمام بشؤونه الخاصة من مال وعيال وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
- القسم: الفكر الإسلامي
- تحميــل
- المشاهدات:6415