الخشوع

أجري هذا اللقاء ضمن الحلقة الثانية عشرة من النسخة الرابعة من برنامج "مفاهيم" في 12 رمضان 1433 الموافق 31 يوليو 2012، وقد تناولت العناصر التالية: • الخشوع في الأصل هو السكون في اللغة، وممكن أن يُنسب للقلب والجوارح والدواب والبشر والجمادات. لكن الخشوع الرفيع والمطلوب هو لأهل الإيمان وهو سكون القلب. • "وخشع الأصوات للرحمن " أي سكنت. • خشوع الكافرين يوم القيامة: هو خشوع مذموم لمهانتهم والذلة، فهو خشوع إكراه. • خشوع المؤمنين في الدنيا، هو خشوع عبودية وتكليف وهو رفعة لهم يوم القيامة. • أشد ما في الآخرة من عذاب أن الله لا يكلم الكافرين. • الخشوع يُطلب في العبادة كلها، وبالأخص في الصوم والصلاة والحج. • الخشوع لا يُنال إلا بكثير من المجاهدة والتعبد. • الإنسان لا يذوق طعم الإيمان إلا بالخشوع. • الخشوع هبة ربانية رتب الله لها أسباباً. • الذين لا يخشعون رغم مجاهدتهم بسبب وجود موانع وهي ( بالإجمال ثم التفصيل ) : - عدم معرفة معنى الخشوع. - عدم التدبر. - عدم إعطاء الصلاة وقتاً. • أما تفصيلها ببعض المقتطفات : - عدم معرفة الخشوع فكثير من الناس من لا يميز بين النية والخشوع، والنية ركن من أركان العبادة. - والحضور في الصلاة أن يستمر قصد العبادة من أولها لآخرها وأن يكون القلب حاضراً. والحضور أيضاً أن لا يستغرق في التفكير في آية سابقة، وهو يقرأ آية أخرى فهذا من وسوسة الشيطان. - الخشوع أكبر من الحضور، وهو استشعار مناجاة الله تعالى، فحال من يستشعر ذلك يقتضي سعادة لا تُقدّر، واستشعار مقام الكليم موسى عليه السلام . - عدم اتقان مهارة الصلاة كذلك من الموانع، وهذه تحتاج لتدريب وتربية، ففي الركعة الأولى لابد من التمهل فيهما. ومن لا يعطون العبادة وقتاً ويريدون الانتهاء منها بسرعة فلا يحصل لهم الخشوع. • الهداية أمر عظيم والمقصود بها في الفاتحة " اهدنا الصراط المستقيم " أي هداية التوفيق. - الصراط المستقيم مقدم على ( الذين أنعمت عليهم ) فالحق يعرف بذاته لا بأهله. • الخشوع والتدبر يختلف باختلاف العبادة، فتدبر الصلاة يختلف عن تدبر الرقية. • حركة تكبيرة الإحرام بها تنبذ الدنيا وراء ظهرك وتقبل على الله. • الخاشعون لا يستشعرون طول الصلاة ولو كانوا مرضى " وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " . • الشخص الذي تحضر في عقله الماني دون قلبه هذا شخص غير متربي، فلابد أن يربي نفسه على نقل ما في عقله من قناعات إلى قلبه، وهذا يأخذ وقتاً ويحتاج لمربي ومنبّه وصحبة صالحة. • الإجتباء من الله اختيار لعباد يجتبيهم لهذه المنزلة ولم يجاهدوا أنفسهم كثيراً لهذه المقامات، وهذا الاجتباء حصل لسحرة فرعون فآمنوا في لحظة وخروا لله سجداً. لكن جمهور الناس يحتاج لهذه المجاهدة. • علامات تحقق الخشوع في الصلاة: العلامات هي إشعارات دنيوية لا دلالة على قبول أخروي، ومنها: - حصول اللذة بعد العبادة والشوق والتعلق بها. - أن يوفقه الله لاتمام الأذكار بعد الصلاة وعدم تحركه من مكانه وهذا دليل وبشارة إن شاء الله بقبول الصلاة. - مما ينفع أيضاً الصلاة بجانب الخاشعين. • الخشوع مقامات ودرجات: - منه خشوع السلف بحيث يستغرق في العبادة فلا يشعر ولا يبصر إلا ما هو فيه من صلاة فقط. - الخشوع إن عجز عنه الإنسان سقط عنه وجوبه. - لو حصل الخشوع في أي ركن من أركان الصلاة أجزءه. - مرتبة الحضور هي التي يقع بها الأجر. • القبول للعمل قسمان : - قسم دنيوي: ويكون به الإجزاء، وسقوط الحدود عنه. - قسم أخروي: هذا يكون بقبول الله للعمل ، ولا يمكن أن يُعرف الآن. • وسائل الوصول إلى الخشوع ( عرضها د. باناعمة والشيخ علق عليها ) : 1- إغماض العينين: إن كان وحده وليس أمام الناس فلا بأس به. 2- إظلام المكان: 3- الصلاة في البراري: لا بأس بها في النوافل. 4- قصد إمام معين: يقصد لتأثيره على القلب والإيمان، لا لتأثيره على البدن والطرب بصوته. • الأسماء الحسنى والصفات العلى للباري جلّ في علاه، يحصل بتدبرها الخشوع كل بحسب حاله ومقامه. • البرنامج التربوي لأي إنسان هو الذي يصل به إن شاء الله إلى هذا المقام ( الخشوع ) • من المهم الأدب مع الله تعالى فمن يستحي أن يقابل الملوك بملابس البيت، أفلا يستحي أن يقابل الله بهذا اللباس؟ • الدعاء دبر كل صلاة من مواطن الإجابة، والأفضل أن يأتي بالأذكار المأثورة أولاً، ثم الدعاء. • من الصحابة – رضي الله عنهم – من كان يغشى عليه كأبي هريرة، وحذيفة بن اليمّان، ويعلى بن أمية – رضي الله عنهم - . - الخاشعين يستشعرون حصول القرب من الله تعالى، فمنهم من يرضى الله عنه فيستعمله في عبادته، ويتفاوت الناس في القرب من الله. • رؤية البارئ جلّ في علاه يوم القيامة بقدر خشوع العبد في الصلاة. • عند الفراغ من العبادة واستشعار لذلة الخشوع ينبغي الإقبال بالحمد والدعاء.