"المرأة بين ثقافات الشعوب وكرامة الوجود" كان عنوان محاضرة ألقاها فضيلة العلامة الشيخ محمد الحسن الددو في مُدَرّج دار الشباب القديمة، وهي المحاضرة الأولى ضمن الأسبوع الثقافي التي تنظمه جمعية المرأة للتربية والثقافة، وقد حضر هذا النشاط نخبة من العلماء والمثقفين والساسة يمثلون أطيافا عدة، كما حضر جمهور نسوي غفير.

حاضر الشيخ عن الدور الرائد للمرأة في الدين والمجتمع والسياسة، وأبرز ريادتها في كل مجالات الحياة، وأن مناصفتها للأدوار مع الرجال تقتضيه حكمة التوازن في الكون، وتكلم عن جانب الحريات في المجتمع مستعرضا في ذلك التراث الفقهي والخصوصية الشنقيطية في الجانب الاجتماعي.

وأعطى أمثلة من الصحابيات الجليلات اللواتي جسدن أروع مثال في التضحية والبذل والعلم..، " فهن أكثر من روى السنن التطبيقية في الحديث.."، "ولم يَعرف تاريخ الأمة كله امرأة جرحت ولا تركت في علم الجرح والتعديل.. وهذا فضل عظيم" " فخديجة بنت خويلد ضربت أروع مثال في التضحية والمواساة للنبي صلى الله عليه وسلم وتثبيته على الحق؛ "إنك لتصل الرحم وتقري الضيف.."، وهي أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، وكذلك كانت المرأة أول من ضحت بنفسها في سبيل الله؛ فالسيدة سمية بنت خياط –رضي الله عنها أول شهيدة في الإسلام كما كانت أول من هاجر في سبيل الله..، وتتعدد أسماء الصحابيات اللآتي اشتهرن بالعلم وكثرة الرواية، وتحفل كتب الحديث والرواية والطبقات بالنساء اللآتي رَوَيْن ورُوِيّ عنهن الحديث الشريف، مثل: أسماء بنت أبي بكر، وأسماء بنت عميس، وجويرية بنت الحارث، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت جحش رضي الله عنهن، وتأتي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في مقدمة رواة الحديث؛ فهي الفصيحة البليغة العالمة بالأنساب والأشعار، تروي بعض الآثار أن عندها نصف العلم، لذا كانت مقصد فقهاء الصحابة في بعض المسائل الفقهية المستعصية...

ونشير إلى أن وقت هذه المحاضرة كان وجيزا إذ توقفت الكلمة لأداء صلاة المغرب ولم يتسني للمنظمين إمكانية مواصلة أنشطتهم بعد الصلاة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مكان التظاهرة، فاضطر الشيخ الددو إلى ختمها بالدعاء، دون مكبر للصوت، وأعلن عن انتهاء المحاضرة، وبدأ الجمهور الغفير رجالا ونساء بالانصراف.

للإستماع للمحاضرة الرجاء الضغط هنــا