خطبة عاشوراء؛ الدروس والعبر

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [النساء]، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الأحزاب].

 

 

أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد (ص)، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة، عباد الله إن تذكر أيام الله سبحانه وتعالى من مهمات الرسل ومن مهمات شؤون الحياة، لما فيه من زيادة الإيمان وزيادة الخوف من الله وزيادة التوكل عليه والاعتماد عليه وتسليم الأمر إليه، ولذلك فإن الله تعالى جعل في السنة مواسم يتذكر فيها الناس أيام الله وسرعة أخذه لأعدائه من طواغيت الأرض، وما أحل بهم من العذاب العاجل وما وعدهم به من العقوبة الآجلة ومن ذلك هذا الموسم العظيم الذي أنتم فيه، فأنتم الآن في اليوم التاسع من شهر الله المحرم الذي هو من الأشهر الحرم التي قال الله فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} [التوبة 36] وقد صح عن النبي (ص) أنه قال: «أفضل الصيام بعد صيام رمضان صيام شهر الله المحرم، وحض رسول الله (ص) على صيام عاشوراء، فقد صح عنه أنه حين قدم مهاجرا إلى المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم، فسألهم عنه فقالوا: هذا يوم أنقذ الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده فقال: نحن أولى بموسى منهم، فصامه رسول الله (ص)، وشرع للمسلمين صيامه، ولم يزل رسول الله (ص) يصومه إلى العام العاشر من الهجرة وهو العام الذي قبض رسول الله (ص) بعد نهايته، فذكر اليهود أنه أطاعهم في بعض دينهم وهو أنه صام يوم عاشوراء، فقال: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع وذلك مخالفة لليهود، والمقصود بذلك صيام التاسع مع العاشر، وكذلك فإن ابن عباس رضي الله عنهما أفتى بأن على الإنسان أن يخالف اليهود بأن يصوم يوما قبل عاشوراء أو يوما بعده، فصيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر من الصيام المرغب فيه، وقد ورد عن النبي (ص) أن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة، وقد جاء كذلك في سنن أبي داود بإسناد صحيح أن النبي (ص) قال: «صم من الحرم وأفطر صم من الحرم وأفطر صم من الحرم وأفطر» وهذا دليل على فضل الصيام في الأشهر الحرم كلها.

إن هذا اليوم العظيم الذي تنتظرونه في غدكم يوم ذكر أهل التفسير أنه الذي رست فيه سفينة نوح على الجودي، وفيه خرج يوسف من الجب وفيه كذلك أنقذ الله موسى وقومه من فرعون وجنوده بعد دوام العذاب الأليم برهة طويلة من الزمن، فإن فرعون من طواغيت الأرض الذين يظنون أنهم يملكون الأرض ومن عليها، وأن كل ما على الأرض ملك لهم، فهم يتصرفون فيه تصرف المالك في ملكه، ولذلك قال الله تعالى: { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)} [القصص] وسنة الله سبحانه وتعالى أن يخرج أولئك الطواغيت في الأرض حتى يمتحن بهم الناس، فمن ذل لهم وانحنى أمامهم وقدم منهجهم على منهج الله تبرأ الله منه، وكان مصيره إلى النار، ومن رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد (ص) رسولا ورضي بمنهج الله سبحانه وتعالى الذي جاء به رسله من عنده، فإن الله سبحانه وتعالى يجعل له فرجا ومخرجا، ولذلك فإن أركان الطواغيت كلها اجتمعت في فرعون، فإن أركان الطاغوت خمسة، الركن الأول منها الجبار الذي يملك السلطان في الأرض فيريد أن يفرض على الناس توجهاته وما أراده بالقوة، ولا يرضى أن يناقش في أي أمر من أموره وهذا حال فرعون فقد قال لهم: أنا ربكم الأعلى ولم يستنكروا، وكذلك فإنه كان يظن أن له ما على الأرض جميعا، وكان يأمر بالمستحيلات ولا يستطيع أحد أن يخالفه في أمره، فيقول لهامان: { ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا } [غافر]، والركن الثاني هو الوزير المتسلق المتملق المنافق الذي يخيل إلى الطاغية أنه يستطيع أن يفعل كل ما يريد، وهذا يمثله هامان، فإنه لما أمره فرعون بذلك جمع الطين وبدأ يوقد عليه كأنه يريد أن يبني سلما إلى السماء، والركن الثالث من هذه الأركان رجل الأعمال الذي يسخر ماله لخدمة الطغيان وبقائه في الأرض فهو يتقرب بالقرابين إلى الطاغية ويأخذها من عرق الشعب المساكين كبني إسرائيل والمزارعين في مصر، ويمثل هذا قارون، فإنه كانت كنوزه بحيث لا تستطيع العصبة أولو القوة أن يحملوا مفاتيحها فقط، حتى إن أهل التفسير يذكرون أنه كان يتخذ المفاتيح من أقل أنواع الخشب كثافة ثم لما كثرت عن ذلك اتخذ مفاتيح من الجلود، ليستطيع حمل مفاتيح كنوزه، والركن الرابع من هذه الأركان هم رجال الدين الذين يسخرون ما أوتوا من العلم وما مكن لهم فيه من أمور الدين لخدمة الطغيان وبقائه واستمراره وتذليل الناس له ويمثلهم السحرة الذين كانوا يقولون قبل أن يؤمنوا: { بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)} [الشعراء]، وهم بذلك يشترون عرضا من الدنيا بما يقدمونه للطاغية، { أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)} [الشعراء] فهم يطمعون في دريهمات فرعون يريدونها بدلا لما هم عليه من الدين السابق، والركن الخامس من هذه الأركان رجال الإعلام الذين يقلبون الحقائق ويكونون الرأي العام على خلاف الواقع، ويمثلهم الحاشرون، الذين كانوا يقولون للناس: { هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)} [الشعراء] فيقلبون الحقائق ويكذبون فيها وينقلونها للناس على غير وجهها، وهذه الأركان الخمسة ما اجتمعت في وقت من الأوقات إلا جاء انتقام الله سبحانه وتعالى وأخذه الوبيل، ولذلك فإن فرعون لما بغى وطغى وأكثر الفساد لم يستطع أقربوه أن يبينوا له الحق حتى إن رجلا مؤمنا من آله كان يكتم إيمانه ولا يستطيع أن يخاصم فيه إلا عندما رأى فرصته في آخر لحظة، عندما اتخذ فرعون ذلك القرار الجائر بأن يقتل موسى ويبرر ذلك للناس بأنه يخاف أن يفسد دينهم وأن يظهر في الأرض الفساد، فالطاغية لا يستطيع أن يبين للناس أنه ند لله وأنه يريد إفساد دين الله، بل يعتمد في قراراته للناس على أنه مدافع عن الدين، وأنه يخاف من موسى عليه السلام أن يغير دين الناس وأن يفسد في الأرض، فلذلك جاء الله سبحانه وتعالى بالآيات البينات، فبعث موسى بتسع آيات بينات، وهذه الآيات جاءت نكالا لفرعون وجنوده وجاءت على الترتيب، فأرسل الله عليهم القحط الشديد الذي أهلك زروعهم ومواشيهم، ثم بعد ذلك سلط الله عليهم الجراد الذي لا يبقي ولا يذر، ثم سلط عليهم الضفادع لا يرفعون وسادا ولا فراشا إلا خرجت من تحته، ثم بعد ذلك سلط عليهم القمل فامتلأت ثيابهم بالدماء وأصيبوا بالأمراض التي تنقلها تلك الحشرات، ثم بعد ذلك سلط عليهم الدم فكانت عروقهم تنفجر به في نومهم ويقظتهم وفي كل أوقاتهم، فلما لم ينزجروا عما هم عليه من الطغيان بين الله تعالى لموسى أنه لا بد من الصدع بالحق وإقامة الحجة، فأمره أن يرحل ببني إسرائيل ليلا من مصر، فرحل بهم وهم أهل خور وضعف وعجز، وهم بذلك إنما ينقادون لموسى لأنهم يرونه منقذا لهم، ولكنهم ليسوا يعتمدون على الله ولا يتكلون عليه لضعف إيمانهم به، فلما أمرهم موسى بذلك خرجوا معه على كره، فلما طلع الفجر إذا البحر من أمامهم، وقد اتبعهم فرعون بما لا طاقة لهم به من جنده، فقالوا لموسى: { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)} [الشعراء] فقال موسى بكل إيمان وثقة: { كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)} [الشعراء] فأمر الله موسى أن يضرب البحر بعصاه، فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم، فجعل الله فيه اثنتي عشرة طريقا يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى، فخرج موسى ومن معه من بني إسرائيل من البحر لم يعلق بثيابهم ولم يصلوا في قعره إلى الوحل، بل وجدوا طريقا معبدا من الحجارة في قعر البحر يمرون عليه وهم ينظرون، فلما تجاوزوا البحر تبعهم فرعون بحماقته فلما توسط البحر بجنوده أمره الله فالتقمهم والتطم من فوقهم فلم تبق منهم باقية، وحين أحس فرعون بالغرق قال: { آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ } [يونس 90]، وفي ذلك الوقت لم يكن إيمانه ينفعه لأنه قد أخذه الله سبحانه وتعالى بأخذه الوبيل، وجاءته بطشة من بطشات الله عز وجل التي لا ترد عن القوم المجرمين، فبين الله له أن ذلك لم يكن لينقذه، فقال: { آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)} [يونس] ومع ذلك فإن الرجوع إلى الحق حتى عند الغرغرة لا بد أن يجد صاحبه نفعا منه ولو كان يسيرا، ففرعون قال الله له: { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً } [يونس 92] فنجاه الله ببدنه ليكون آية لمن خلفه من الطواغيت، فإذا ملك أحدهم مصر أو غيرها من البلدان أو وجد المنافقين المتسلقين المتملقين الذين يزعمون له أنه نال ما لم ينله غيره، وأن له حكم السماء وحكم الأرض وأن له الليل والنهار وما سكن فيهما، فإن عليه أن لا يغتر بذلك فقد سبقه فرعون لمثل هذا، وهذه جثته إلى وقت قيام هذا موجودة بمصر من شاء رآها رآها، وهي حجة باقية على إهلاك الله للطواغيت وأخذه الوبيل لكل من سولت له نفسه مخالفة منهج الله، { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً } [يونس 92] إن الله سبحانه وتعالى يمتحن الناس ويبتليهم بأنواع البلايا والمحن، وإنه سبحانه وتعالى قادر على أن لا يخلق الطغيان وأن لا يخلق الكفر ولكنه يبتلي الناس بذلك، وقد قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)} [يونس]، وقال تعالى: { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)} [الأنعام] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وتاب علي وعليكم إنه هو التواب الرحيم.

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على تفضله وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله أصحابه وأزواجه وذريته وإخوانه، عباد الله، إن علينا أن نأخذ الدروس والعبر من الأمثال التي يضرب الله لنا في القرآن فإن الله تعالى يقول: { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)} [العنكبوت]، وإن أهل الأرض عليهم أن يعلموا أن الأرض كلها وما عليها إنما هي ذرة واحدة يحيط بها من ملكوت الله وملكه ما لا يخطر على بال، وقد قال الله تعالى: { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء]، فما أهون الأرض وأهلها على الله إذا عصوه وخالفوا منهجه، إن علينا أن نعلم أن انتفاشة الباطل وانتفاخته ودعاوي أهله لا يمكن أن تغير شيئا من منهج الله سبحانه وتعالى وسننه الباقية، فهذه السنن سير الله بها هذا الكون وستبقى مستمرة لا يمكن أن يخالفها شيء إلا انتقض وانتكث، فهي سنن الله وعاداته في خلقه، ولله سبحانه وتعالى في خلقه شؤون، وله عادات وسنن لا مبدل لها، إن هذه السنن تقتضى أن يحصل الطغيان في كل زمان ومكان، وأن ينقسم الناس فيه إلى مواقف متباينة، فمنهم من يسعى لبقائه واستمراره ويخدمه وييسر له، وأولئك قد بين الله حالهم فقال: { شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ } [الأنعام 112] فهؤلاء ميسرون للفساد، وهم أعوان الطغيان، ولا بد أن يكذبوا فيما يقولون وأن يخيل إليهم من الأمور ما هو غير واقع، والموقف الثاني هو موقف الضعفاء والمساكين الذين لا يستطيعون إنكارا ولا رفضا، ولا يستطيعون كذلك الانخراط في سلك الطغيان، فيستسلمون للواقع وينقادون له، والموقف الثالث موقف أهل الإيمان والتقوى الذين يعلمون نهايات الأمور وأن مصيرها إلى الله سبحانه وتعالى وأنه الذي بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله، وأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، ويعلمون سننه في الماضين، ويعلمون أحوالهم في ذلك وما كتب الله لأوليائه من البقاء والخلود في جنات النعيم، ويعلمون أن حال هذه الدنيا لا يساوي شيئا مما عند الله، فمن قتل فيها وقطع إربا إربا وكان مصيره إلى الجنة فإن ما ناله لا يمكن أن يساوي لحظة واحدة أو طرفة عين مما يناله في الجنة، ولذلك فإن السحرة أعلنوا هذا الموقف مدويا عندما هددهم فرعون بأنواع التهديد فإن الله تعالى وفقهم لهذا القول العظيم، { قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)} [طه] لذلك علينا يا إخواني أن نأخذ الدروس والعبر من كل ذلك وأن لا نغتر بهذه الحياة الدنيا فإن الله تعالى لما قص علينا قصة قارون وما آتاه الله تعالى وما امتحنه به من أنواع المال عقب على تلك القصة بعد ذكره لهلاك قارون وإهلاك ماله والخسف بداره قال: { تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)} [القصص].

عباد الله إن عليكم أن تصوموا هذا اليوم العظيم شكرا لله تعالى على نعمة إنجاء موسى ومن معه من بأس فرعون وجنوده، وأن تذكروا لله سبحانه وتعالى هذا الفضل العظيم، وأن تكثروا الصيام في هذا الشهر الكريم، وأن تكثروا كذلك الذكر والطاعة فيه، وأن تعلموا أن بعض الناس يبتدع في يوم عاشوراء وفي هذا الشهر بدعا ما أنزل الله بها من سلطان ولم يأت بها رسول الله (ص) من عند الله، ويذكرون منها إحدى عشرة مسألة غير الصيام، فمنها الاكتحال فيه، ومنها مسح رأس اليتيم، ومنها زيارة عالم، ومنها التوسعة على العيال، وغير ذلك من الأمور التي لم يصح فيها شيء عن رسول الله (ص)، وإنما هي من المحدثات والبدع التي أحدثها الذين أعرضوا عن منهج رسول الله (ص)، فهي من الدخن الذي حصل في هذه الأمة، فعليكم أن تنزجروا عن تلك البدع وأن لا تشتغلوا بها، وأن تقتصروا على ما كان رسول الله (ص) يفعله فهو الخير لكم في هذه الحياة وبعد الممات، وإن رسول الله (ص) كان يأمر الأنصار بإمساك الطعام والشراب عن أطفالهم الصغار في هذا اليوم، وأن يشغلوهم باللعب، وذلك حض لهم على الصوم، فإذا كان الأطفال الصغار يشغلون عن الأكل والشرب في هذا اليوم باللعب فكيف بالكبار؟ فعلى الأصحاء والمرضى وغيرهم أن يلتمسوا الشفاء والعافية بصيام هذا اليوم احتسابا للفضل فيه عند الله سبحانه وتعالى، وعلينا أن نخاف من آثار الطغيان، وعلينا أن نتذكر أننا لسنا بمنأى عن أخذ الله سبحانه وتعالى، فإذا جاء أي موعد من مواعيد أخذ الله سبحانه وتعالى لطواغيت الأرض فعلى أهل الأرض أن يتوبوا إلى الله وأن ينيبوا إليه، وأن يبكوا، فإن رسول الله (ص) قال: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى» وقال: «والله لولا صبيان رضع ومشايخ ركع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا»، إن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: { وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)} [الإسراء] وإنكم تؤمنون بما أخبر به رسول الله (ص) وبما تقرءون في كتاب الله من أخذ الله الوبيل لفرعون وجنوده، فإنه كان قبل طرفة عين يقول: { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } [الزخرف 51]  وكان يقول: { أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)} [النازعات] وبعد ثانية واحدة إذا هو جثة هامدة ليس فيها حراك، وإذا جنوده ومن كان يتكل عليه جميعا قد ابتلعهم البحر فلم تبق منهم باقية، لم يبق منهم إلا بعض الحلي الذي كان على أجسامهم لفظه البحر لبني إسرائيل، فأورث الله ما كانوا فيه من القصور والجنان قوما آخرين { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29)} [الدخان] إن هذا آية من آيات الله وعبرة من العبر التي يعظكم الله بها، فعليكم يا عباد الله أن تتعظوا بأخذ الله الوبيل وأن تنزجروا عما نهى الله عنه، وأن تقبلوا على الله بقلوب مؤمنة مطمئنة، وأن تتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى من جميع الذنوب ما ظهر منها وما بطن، وأن تعرفوا المعروف وأن تدعوا إليه وأن تنكروا المنكر وأن تقوموا في وجهه، فإن رسول الله (ص) قال: «إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أن الرجل كان يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وقعيده وشريبه، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم على بعض ثم قال: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)} [المائدة] ثم قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتقصرنه على الحق قصرا ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم».

إنكم ليست لديكم براءة من الله أن لا يأخذكم بمثل ما أخذ به السابقين، فعليكم أن تنيبوا إلى الله سبحانه وتعالى وأن تأخذوا بأسباب النجاة من عذاب الله في هذه الحياة وبعد الممات، إن عليكم أجمعين أن تقوموا لله بالحق فقد أخذ الله عليكم العهد بذلك، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ } [النساء 135] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} [المائدة 8] فعليكم أن تقوموا لله تعالى بالحق، وأن تعلموا أنكم إذا لم تفعلوا فإن لله قوما آخرين وجنودا لا تعرفونهم يخرجهم يقومون له بالحق، فقد قال تعالى: { فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ } [الأنعام] وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)} [المائدة] وقال تعالى: { هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)} [محمد]، فقوموا لله سبحانه وتعالى بالحق في أنفسكم وفي بيوتكم وأهليكم وفي شوارعكم وأسواقكم، وفي أعمالكم كلها، فإن الله سبحانه وتعالى تعهد بالنصر لكل من ينصره، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)} [محمد] وقال تعالى: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)} [الحج]، وقال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)} [النور].

إن عليكم أن تعلموا أن ما أنتم فيه من النعمة وما أنعم الله به عليكم من الأعمار والأرزاق والذرية والمال كل ذلك من عند الله وحده لا يستطيع أحد من الناس أن يمسكه عليكم إذا أراد الله الذهاب به، ولا يستطيع أن يعطيكم ما منعكم الله تعالى، وقد قال الله تعالى: { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)} [الأنعام] وقال تعالى: { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ } [يونس 107] وقال تعالى: { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ } [فاطر 2]، وقال تعالى: { قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)} [الزمر]، ووالله الذي لا إله إلا هو لا ينقص أرزاقكم ولا أعماركم أن تقوموا لله بالحق، ولا يمكن أن يصيبكم إلا ما كان قد كتب لكم قبل أن تخلقوا، رفعت الأقلام وجفت الصحف عما هو كائن، ومن عرف ذلك هان عليه أمر هذه الحياة الدنيا، ولم يبالها بالة فلا يبالي بما نال فيها من النعيم، ولا بما نال فيها من العذاب لعلمه بسرعة انقضائها وزوالها، وأن الذي يتنافس فيه المتنافسون والذي يفوز به الفائزون هو ما هنالك ما تنتظرونه أمامكم، فموعدكم مع رسول الله (ص) على الحوض المورود، وموعدكم معه على باب الجنة، فاستعدوا لهذا الموعد وسيروا على الطريق، واستعملوا منهج رسول الله (ص) تلجوا وتبلغوا بارك الله لي ولكم فيما آتانا ووفقنا وإياكم لكل خير واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته وثلث بكم معاشر المؤمنين فقال جل من قائل كريما: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} [الأحزاب] اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وأوهن كيد الكافرين وانصرنا عليهم أجمعين، اللهم إنا ندرؤ بك في نحور أعدائك ونستعيذ بك من شرورهم ونستعين بك عليهم، اللهم من أراد المسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره واجعل دائرة السوء عليه وأدخله في ردغة الخبال وسل عليه سيف الذل والوبال وأرنا فيه عجائب قدرتك، وائته من حيث لا يحتسب وسلط عليه ما لا يستطيع الخلاص منه، اللهم شل أركانه وهدم سلطانه وأخرس لسانه وشتت أعوانه وأبدلنا خيرا منه مكانه، اللهم إنا نسألك أن تسقينا أجمعين من حوض نبينا محمد (ص) شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا، وأن تحشرنا تحت لوائه وأن ترزقنا مجاورته ومرافقته في الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، اللهم اجعل هذه الوجوه جميعا من الوجوه الناضرة الناظرة إلى وجهك الكريم، اللهم آتنا أجمعين كتبنا بأيماننا تلقاء وجوهنا واجعل خير أعمالنا آخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك، اللهم استعملنا في طاعتك وانصر بنا دينك وأعل بنا كلمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اهدنا لما تحب وترضى، اللهم وفقنا لما يرضيك عنا أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلنا ممن يقولون الحق لا يخافون فيه لومة لائم، اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وألسنتنا من الكذب وجوارحنا من المعصية، اللهم اجعلنا أجمعين في قرة عين نبينا محمد (ص).

عباد الله: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} [النحل] فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه شكرا حقيقيا يزدكم { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)} [العنكبوت] يغفر الله لنا ولكم.

 

الثلاثاء, 14 ديسمبر 2010 10:51
 

آخر تحديث للموقع:  الجمعة, 12 أبريل 2024 20:59 

النتائج النهائية لمسابقات دخول المركز

اشترك في القناة

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

جديد الموقع

إحصائيات

المتصفحون الآن: 34 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow