عقيدة الأشعري و رجوعه عنها

بعض الناس يقول إن عقيدة الأشعري غير صحيحة و أنه تراجع عنها قبل موته فما صحة ذلك؟

أن الإمام أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري إمام من أئمة أهل السنة من المسلمين و هو من ذرية أبي موسى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد اشتهر بحفظ الكتاب و السنة و إتقان علوم الدين و كان قد رأى أن الاجتهاد الذي وضعت فيه المذاهب اقتصر على الجانب الفقهي و لم يصل إلى الجانب العقدي فأراد أن يضع قواعد للمسلمين في العقيدة  تكون مذهبا و قد كان في البداية على مذهب المعتزلة فرجع عنه  و تاب منه

و رد عليهم بكثير من الردود و كتبه في ذلك موجودة منتشرة ثم لما وضع تلك القواعد كان منها بعض الإجتهادات الخاطئة التي هو مثاب عليها قطعا لأنه عرف منه الصلاح و الورع فما أصاب فيه فله فيه أجران و ما أخطأ فيه فله به أجر و تلك الأخطاء التي وقع فيها قد صرح هو برجوعه عنها في كتابه (مقالات الإسلاميين) و في كتابه (الإبانة عن أصول الديانة) و كلاهما مروي بالأسانيد المتصلة إلى المؤلف و قد ألف كذلك الحافظ بن عساكر كتابا سماه الذب عن الأشعري و هو كتاب مطبوع موجود فلهذا يعلم أن أبا الحسن قد رجع عن تلك الأخطاء التي وقع فيها و من رجع عن الخطإ فإنه لا يعد محسوبا عليه و بالأخص أن المذهب الذي ينسبه الناس إلى الأشعري كثير من مسائله لم يسمع بها الأشعري و لا قالها  ولا  وجدت في زمانه و لا في شيء من كتبه و إنما قالها المتأخرون من المتكلمين و إذا راجعتم كتب العقائد المؤلفة على ما يسمى بالمذهب الأشعري ستجدون أنهم يقولون خلافا للشيخ أبي الحسن و بعض الأقوال تنسب إليه فينكرها بعض الأشاعرة أنفسهم و لذلك قال السيوطي رحمه الله في الكوكب الساطع:

 

يمتنع التقليد في العقائـــــــــد       و العنبري جوزه و قد حظر ثم على الأول إن يقلــــــــــــــد لكن أبو هاشم لم يعتبــــــــــر قال القشيري عليه مفتـــــــرى

الفخر و الأستاذ ثم الآمدي أسلافنا كالشافعي به النظـــــــــر فمؤمن عاص على المعتمـــــد إيمانه وقد عزي للأشعــــــــــري

فكثير من الأقوال التي تنسب إلى الأشعري لم يقل بها و أسانيدها غير صحيحة و لا توجد في شيء من كتبه أصلا و كثير منها يصرح أصحابه بأنهم خالفوا الشيخ أبا الحسن في ذلك كإثبات المعنويات الصفات السبع التي اشتهرت بالمعنويات أول من أثبتها الفخر الرازي و قد قال فيها إنه يخالف الشيخ أبا الحسن في ذلك صرح هو أنه يخالف الشيخ أبا الحسن في ذلك و لهذا قال الشيخ محمد المام رحمه الله:

الاشْعَرِي الاحْوَالْ انْكَرْهَ وَ اْلفَخَرْ الرَّازِي حَــرَّرْهَ

عَنْهَ صِفَاتْ الرَّحْمَنْ

فصاحب الفكرة هو الفخر الرازي و ليس الإمام أبا الحسن الأشعري فالأشعري إذن أنكر ذلك و على هذا فما ينسب إليه على أنه مذهب له مثل ما ينسب إلى الإمام مالك أنه مذهب له و كثير من الأقوال لم يقلها و لا هي في موطإه و لا في الكتب المروية عنه و لهذا قال الدبوسي من الحنفية قال: إن الأقوال المنسوبة إلى الأئمة و الفقه المدون في الكتب ينبغي أن يراجع فما كان منه من اجتهاد المجتهدين أخذ به و ما كان من اجتهاد المقلدين رد عليهم فكيف يجتهدون و هم لا يدعون الاجتهاد. هذا كلام الدبوسي من أئمة الحنفية مع أنه مقلد.

الأحد, 19 ديسمبر 2010 14:13
 

آخر تحديث للموقع:  الجمعة, 12 أبريل 2024 20:59 

النتائج النهائية لمسابقات دخول المركز

اشترك في القناة

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

جديد الموقع

إحصائيات

المتصفحون الآن: 20 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow