فتاوي في العقيدة

 

إثبات بعض الصفات كالعين لله تعالى إن بعض أهل العلم أثبتوا لله العين و القدم و الرجل و بعض الصفات الأخرى فما هو صواب هذا القول من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟

أن الله سبحانه و تعالى ﴿لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير﴾ و أنه لا يمكن أن يكون له مثل لقوله تعالى: ﴿ليس كمثله شيء و هو السميع البصير﴾ فلا يمكن أن يعرف إلا عن طريق الخبر و قد أخبرنا عن نفسه بهذه الصفات فنحن نؤمن بها كما أخبر الله  سبحانه و تعالى و هذا واجب على كل مسلم و على هذا فيجب عليه أن يؤمن بأنهالا تشبه صفات المخلوقين و أن الله سبحانه و تعالى له ذات لا تشبه ذوات المخلوقين فكما له ذات لا تشبه ذواتهم فكذالك له صفات لا تشبه صفاتهم و القول في الصفات كالقول في الذات و القول في بعض الصفات كالقول في بعضه.

----------------------------------------------------------------------------------

أحوال الناس على الصراط

ما هي أحوال الناس على الصراط؟

أن الناس يوم القيامة إذا عرضوا فحشروا سينطلقون على الصراط ويتفاوتون عليه بحسب أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر كالريح المرسلة، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل والإبل، ومنهم من يمر كالرجل يشتد عدوا ومنهم من يزحف على مقعدته فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس على وجهه في نار جهنم وتفاوت الناس عليه هذا التفاوت العظيم يقتضي أن بعضهم لن ينال منه أي أذى فهم يمرون كالبرق الخاطف، لا يحسون بأي عنت ولا بأية مشقة من الصراط.

----------------------------------------------------------------------------------

أركان الإيمان وشعبه

أركان الإيمان الواردة في حديث جبريل هل هي كل أركان الإيمان، وما هي مرتبة الجهاد، وحديث الشُّعَب؟

بالنسبة لهذه الأركان هي أركان الإيمان التي بينها رسول الله (ص) في حديث جبريل وهذا على بيان أن المقصود بالإيمان عمل القلب، أما أركان الإسلام فستأتينا إن شاء الله في الدرس اللاحق وهي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا وهي الواردة في حديث ابن عمر: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان، والجهاد في سبيل الله ذكر الرسول (ص) أنه ذروة سنام الإيمان، وكذلك جاء عده من أركان الإسلام، لأنه واجب مستقل، وهذه الأركان كلها واجبات مستقلة، وما سواها من الواجبات فهو من المكملات، لكن هذا لا يجعله ركنا من أركان الإيمان وإنما يكون ركنا من أركان الإسلام على التفصيل السابق، وأما حديث شعب الإيمان، إن الإيمان بضعا وستين شعبة كما في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم بضعا وسبعين شعبة، والحياء شعبة من الإيمان فالمقصود بهذه الشعب جزئيات الإيمان أي جزئيات العمل المترتب على الإيمان، ولذلك ذكر منها الحياء، وجاء فيها أن أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق فكل هذه من شعب الإيمان، كما أن للكفر شعبا أيضا ذكر الرسول (ص) منها الربا وذكر أن الربا سبعين بابا وأن أدناها كأن يزني الرجل بأمه نعوذ بالله.

----------------------------------------------------------------------------------

استعمال الجداول

لي والد يستعمل الجداول فما ذا أفعل معه؟

أن علم الجدول أو علم التربيع هو من علوم الشر يحرم تعلمه و تعليمه و الإشتغال به فكل ذلك حرام و إذا كان الإنسان معروفا باستعماله فهذا جرحة في شهادته لا تقبل شهادته في المسلمين فلذلك يجب نصيحته يجب على الإنسان أن ينصح والده بالتي هي أحسن و إذا استطاع أن يسرق ما معه من الجداول أو يتلفها بحيث لا يغضب عليه فذلك أفضل له يسرقها من كتبه أو من صندوقه أو يتلفها بحيث لا يعلم بذلك الوالد.

 

----------------------------------------------------------------------------------

 

اعتبار الزوجية في الجنة عن اعتبار الزوجية يوم القيامة بعد وجود الحور العين في الجنة؟

أن نساء الدنيا من دخلت منهن الجنة كانت سيدة حتى على الحور العين في الجنة، ويزيد حسنها حتى تكون أبهى وأحسن من الحور العين، وأقل أهل الجنة أزواجا من نساء الدنيا من يتزوج امرأتين، فأقل أهل الدنيا حالا هو الذي يجمع له بين امرأتين من نساء الدنيا بالإضافة إلى من اختص به من الحور العين.

----------------------------------------------------------------------------------

التوسل بالأنبياء و الصالحين هل التوسل بالأنبياء جائز أم لا؟ و هل التوسل بعباد الله الصالحين كذلك؟

بالنسبة للتوسل معناه طلب الوسيلة و الوسلية ما يقرب إلى الشيء و الله عز و جل أمرنا أجمعين بالوسيلة فقال تعالى: ﴿يأيها الذين آمنوا اتقوا الله و ابتغوا إليه الوسيلة﴾ و الوسيلة المقربة من الله هي ما يرضيه من الأعمال الصالحة فالصلاة وسيلة إلى الله و الذكر وسيلة إلى الله و الدعاء وسيلة إلى الله و الصدقة وسيلة إلى الله  و بر الوالدين وسيلة إلى الله و الدعوة إلى الله وسيلة إلى الله و التذلل إلى الله و الإخبات و الخوف وسيلة إلى الله هذه الوسائل المقصود بها التقرب من الله عز و جل من رضوانه أما التوسل في الدعاء معناه الوسائل التي تقتضي استجابة الدعاء فهذه كثيرة جدا من أهمها أن لا يدعو الشخص بإثم و لا قطيعة رحم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم و لا قطيعة رحم»  هذا سبب من أسباب استجابة الدعاء

 

 

كذلك أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فيه فإن الصلاة عليه دعاء و هي مقبولة قطعا و ما كان معها من الدعاء يقبل تبعا لها كذلك أن يكون  الإنسان وقت دعائه مخبتا لله تعالى ذليلا بين يديه رافعا إليه أكف الضراعة فإن الله يستحيي إذا مد العبد إليه يديه أن يردهما صفرا كذلك من وسائل استجابة الدعاء أن يصلي الشخص ركعتين لا يحدث فيهما نفسه و يدعو في عقبهما فإنه لا ترد له حاجة لا يحدث فيهما نفسه معناه لا يفكر في شيء من أمور الدنيا بل يقبل على الله عز وجل و يؤدي هاتين الركعتين على هيئتهما كذلك من وسائل استجابة الدعاء توخي الأوقات المظنونة لاستجابة الدعاء مثل ساعة الجمعة مثل أدبار الصلوات مثل وقت السجود مثل الثلث الأخير من الليل مثل وقت الأذان و نهاية الأذان هذه الأوقات مظنة استجابة الدعاء ساعة الجمعة و إن كانت مخفية لا يدرى في أي وقت لكن أرجا شيء أنها آخر ساعة من يوم الجمعة و هذا الذي في الموطإ من حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه كذلك من وسائل استجابة الدعاء أن يكون في وقت موعظة مثل شهود الجنازة. عيادة المرضى زيارة المقابر. الذي يحصل به الرقة و الموعظة أن يذكر الإنسان ربه خاليا فتفيض عيناه هذا الوقت يبادر فيه بالدعاء أي وقت حصلت فيه رقة و خشية فهذا وقت من أوقات استجابة الدعاء كذلك من وسائل استجابة الدعاء أن يتصدق الإنسان بين يدي النجوى فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار و الدعاء الذي هو مشفوع بالصدقة يستجاب غالبا إذن هذه من وسائل استجابة الدعاء.

أما الوسائل اللفظية التي تكون في الدعاء فهذه بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة منها:

الأول  التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن تدعو الله بأسمائه الحسنى و بصفاته العلى فهذا يستجيب الله به لقول الله تعالى: ﴿و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾ و لقوله ﴿و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون﴾ و كذلك قوله تعالى: ﴿ادعوني أستجب لكم﴾ و قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التوسل بأسماء الله الحسنى و صفاته. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله اسما إذا سئل به أعطى و إذا دعي به أجاب.» و هذا هو اسم الله الأعظم و غيره من الأسماء كذلك يتوسل بها جميعا ففي الحديث أن رجلا دعا فقال: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت ديان السماوات و الأرض.» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد دعا باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى.»

كذلك الوسيلة الثانية من هذه الوسائل هي التوسل بالعمل الصالح عمل عملته أنت أيها الداعي تعلم أنك أخلصت فيه لله سواء كان ذالك العمل قليلا أو كثيرا هذا لا دخل له في التوسل المهم فيه الإخلاص العمل اليسير الذي أخلصت فيه لله وسيلة كبيرة عند الله و العمل الكثير إذا لم يكن فيه إخلاص ليس وسيلة عند الله فإذا علمت أنك أخلصت في عمل ما لله عز وجل فإنك بالإمكان أن تسأل بذالك العمل و دليل هذا قول الله تعالى: ﴿ربنا إننا آمنا فاغفر لنا﴾ فتوسلوا بإيمانهم و إيمانهم من عملهم وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه كان فيمن قبلكم ثلاثة نفر خرجوا فألجأهم مطر إلى غار و هم أصحاب الرقيم الثلاثة و قصتهم مشهورة لديكم كل واحد منهم سأل الله تعالى بعمل علم أنه أخلص فيه لله فاستجاب الله له.

الوسيلة الثالثة من هذه الوسائل: هي التوسل بدعاء عبد مؤمن تسأله أن يدعوا الله لك و هذا لا يشترط فيه أن يكون نبيا و لا وليا يشترط  فيه أن يكون مؤمنا و هذا لا بد أن يكون حيا يستطيع أن يسأل أما الأموات فلا يستطيعون أن يسألوا لك لأنهم قد انقطع تكليفهم و لا تجب عليهم الصلاة و لا الصوم و لا الحج و لا غير ذالك انقطع تكليفهم و الدعاء تكليف و عبادة فهذه دليلها قول الله تعالى: ﴿و صل عليهم إن صلاتك سكن لهم﴾ و قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: «يقدم عليكم أويس القرني في أمداد اليمن و هو رجل كان به وضح فشفاه الله إلا موضع إصبع. له أم هو بها بر فمن لقيه منكم فليسأله أن يستغفر له.» و يرجى في ذالك أهل الصلاح و الورع  فمن رأيته مقبلا على الله محافظا على الصلاة في الجماعة متطهرا فأسأله أن يدعو لك فإنك لم تعص الله تعالى بلسانه هو و إذا دعا لك به فهذه مظنة لاستجابة الدعاء.

إذن هذه ثلاثة أمور هي الوسائل التي بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أما ما عداها في استجابة الدعاء فلم يبينه و الخير هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما التوسل بأشخاص الأنبياء عليهم الصلاة و السلام فليس مما بينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و لم يفعله هو قطعا و لا أحد من أصحابه بل في صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه عند ما حصل القحط عام الرمادة ذهب إلى المصلى يصلي بالناس صلاة الاستسقاء ثم قال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا و أما إذ قبضته إليك فإنا نتوسل إليك بعم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فدعا العباس فتقدم العباس و دعا بدعائه المشهور الذي قال فيه: اللهم إنه لم ينزل غضب إلا بمعصية و لم يرفع إلا بتوبة و دعا العباس بن عبد المطلب فاستجيب له فالرسول صلى الله عليه وسلم لم تنقص كرامته بالموت كرامته عند الله ما زالت كما هي و مع ذالك لم يتوسلوا به بعد موته و إنما توسلوا بعمه الذي هو حي لأنه هو الذي يدعو و التوسل إنما هو بدعائه و إذا لم يفعلوا هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سواه من باب أولى فهو أعظم الناس جاها عند الله عز و جل لا أحد يريد أن يكون أعظم جاها عند الله  من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من الأنبياء و لا من الملائكة و لا من سواهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخميس, 16 ديسمبر 2010 09:42
 

آخر تحديث للموقع:  الجمعة, 12 أبريل 2024 20:59 

النتائج النهائية لمسابقات دخول المركز

اشترك في القناة

موقع مركز تكوين العلماء

برامج تلفزيونية

جديد الموقع

إحصائيات

المتصفحون الآن: 11 

تابعونا علــــى:

تابِع @ShaikhDadow